الأحد، 27 ديسمبر 2009

البحث عن ليلى

http://www.nwrcegypt.org/MediaComments.php?reportid=438&Show=438&ID=१

نجوان سليمان
افتح كتاب الباب المفتوح، أبحث فى صفحاته عن ليلى التى أصبحت سجينة العبارات والكلمات والحروف ، أسئلة بلا إجابة .. أين ليلى ؟ هل مازالت تحيا فى أعماقى ؟ هل مازالت تناضل من أجل الخروج إلى هذا العالم ؟ هل هى على قيد الحياة أم ماتت خلال صراعها من أجل الحياة؟

أتامل صورة ليلى المعلقة على الحائط، يرتسم على وجها ابتسامة عريضة ، أقارن ما بين صورتها و صورتى، أشعر بضائلتى بالمقارنة بـ "ليلى". كانت ليلى أكثر قوة وتحدى منى، ناضلت من أجل حريتها كأمراة وكرامتها كأنسانة .. أما أنا فقد اصبحت استجدئ حقوقى كأمراة واتوسل وأبكى .. أنا الأبنة والزوجة والأم لهذا المجتمع الأبوى .. أحاول أن أتذكر ليلى ..خلال عملية البحث فى أشلاء وبقايا الماضى، أدرك أننى قد تربيت على كراهية ليلى .. قال لى الأب المقدس أن أختى الكبرى أصبحت عاهرة وفاجرة بعدما درست علوم وأداب الكفرة واحتل الشيطان جسدها وأوعز لها أنها أنسانة مساوية للرجل فى الحقوق والواجبات .. أقسم للأب المقدس أننى لن أحذو حذوها .. لن أسير على دربها.. وتطوعت للأنضمام إلى فريق المشجعات .. أصفق للكلمات وعبارات الأب المقدس .. تطوعت لضرب ليلى بالأحجار كلما حاولت الأقتراب من عقلى ووجدانى ساعدت الأب المقدس على صلب ليلى عقابا على تمردها على تقاليد القبيلة.. لسنوات لم أعد أتذكر ليلى ولم تخطر على بالى ..

ولكن نسى الأب المقدس الباب المفتوح على ارفف الكتب المتربة، لم يمزقه أو يحرقه .. أستمر هذا الكتاب لسنوات مركون على الرف .. فى لحظة من لحظات الملل، فتحت الباب وخرجت ليلى إلى عالمى .. كانت ذاكرتى مطموسة .. تحسست يداى ملامح وجها ، لايزال بريق التحدى موجوداَ فى عينها .. حينما ابتسمت ابتسامتها العذبة تذكرتها .. أنها أختى ليلى .. خرساء بكماء ولكنها تستخدم لغة العيون .. كانت ملهوفة لمعرفة أحوالى.. حكيت لها عن معركتى مع الأب المقدس.. لقد سمح لى بأن أظهر وجهى ولكننى تمرددت على أرائه التقدمية ومازالت أناضل من أجل السماح لى بتغطية جسدى ووجهى وطمس أى شئ يبرز أنوثتى.. لن أكون مثل أبنة العم عالية التى اكتفت بتغطية شعرها ولكنها مازالت ترتدى الملابس المستوردة من ما وراء البحار..

ليلى ، هل أحكى لكى عن عشاقى .. أحببت دستة من الرجال .. مملون وأغبياء .. اقنعت كل واحد منهم أنه هو رجلى وحبى الأول والأخير .. جميعهم قد صدقوا أكاذيبى ..
ليلى ، عادت جيوش الرومان إلى اراضيها.. ولدت على الأرض المحررة .. لم يعد فى أوطاننا استعمار ولا مقاومة .. بلاد العرب محررة من جيوش الرومان ولكن بضائع وشعوب الرومان تملئ شوارعنا .. هم حلفائنا الأوفياء .. كثيرا ما يهبوا لنجدتنا، حينما يتصارع أبناء الأب المقدس على عروش الأوهام..

ليلى، أصدر الأب المقدس فرمان.. لقد وهب أجساد الساحرات للأبناء .. لا توجد علامات مميزة للساحرات ولكنهن يتخفين فى ملابس النساء سواء كانت مستوردة من وراء البحار أو من بلاد الشمس المشرقة .. أكثرهن لا يرتدين غطاء الرأس وأوقات كثيرة يتخفين أيضا فى ملابس الحرائر.. يتحرش عشرات الألاف من الأبناء بالساحرات .. هذا العام اخترقت أنياب الأبناء أجساد ما يقارب 20 ألف ساحرة، لم يكترث الأب المقدس كثيرا لشكاوى الساحرات العاهرات الفاجرات..
ليلى ، منذ أشهر أو ربما سنوات تمكنت أحدى الساحرات من زج أحد الأبناء داخل غيبات السجون، حينما حول نبش انيابه فى جسدها .. قال الأب المقدس ساعتها .. لقد ولدت ليلى أخرى .. أمر الجوارى برفع نعلهن فى وجه الساحرة .. لم تسكت الساحرة ولكن الجوارى قطعن ألسنة الساحرات الأخريات ..

ليلى ، لم يعد الأب المقدس يحرق الكتب .. طالما أن الجوارى والغلمان لا يعرفون القراءة والكتابة.. ونادرا ما تتمرد أحد الجوارى أوتحاول القراءة أو التفكير .. مصيرها محتوم .. لقد توج الأب المقدس نفسه كممثل للأدعاء والمحامى والقاضى داخل محاكم التفتيش .. جزائها أم الصلب أو القتل أو النفى فى الصحراء مع صعاليك القبيلة ..

صمتت ليلى المحبوسة فى طيات الكتاب ... تأملت وجهى ، أساريرى وكلماتى .. كلمات بلا صوت ولكنها نجحت فى توصيلها إلى عقلى .. وددت لو صفعتنى أو على الأقل سكبت كوب من الماء البارد على رأسى .. مازالت أنا غارقة فى أحلام واساطير الأب المقدس.. ومازالت ليلى عاجزة عن الكلام ولكنى شعرت بمشاعرها وأفكارها .. لقد نجح الأب المقدس فى ترويض عقلى ووجدانى .. ربانى على تقاليد وعادات الجوارى والحريم ..

أحتضن يد ليلى.. أشد على يدها أتخيل أن طاقة خفية تنتقل من جسدها إلى جسدى .. تحاول إعادة روح التمرد فى قلبى .. أرغب فى سماع كلماتها ولكنها مازالت تعانى من الخرس والبكم .. أهز جسدها المدفون فى طيات الحروف .. ربما أهب لها القدرة على الكلام وتهب لى القدرة على التمرد..

الخميس، 10 ديسمبر 2009

سناء المحيدلى وخيار اللاعنف أو المقاومة المسلحة

نجوان سليمان

8 ديسمبر 2009

منذ أيام ، شاهدت فيلم وثائقي من انتاج قناة الجزيرة ، والذى يتناول تجارب نساء لبنانيات حملن السلاح خلال الحرب الأهلية ومع المقاومة اللبنانية ضد الأحتلال الأسرائيلى.

خلال مشاهدتى للفيلم ، رأيت تصوير وثائقى لكلمة عروس الجنوب سناء المحيدلى والتى قامت بعملية فدائية ضد قوات الأحتلال الأسرائيلى فى أبريل 1985 . هناك أشياء تحفر فى ذاكرة الطفولة من بينها أسم سناء المحيدلى، فعلى الرغم من مرور أكثر من 24 عاما إلا أننى لن استطيع نسيان تلك العملية ، كنت فى الحادية عشر من عمرى ، لم أتابع نشرة المساء ولكن قبل طابور الصباح قصت على زميلة الصف "رانيا" خبر من نشرة الأخبارعملية فدائية ضد جيش الأحتلال الأسرائيلى ولكن الجديد فى الأمر أن منفذ العملية "فتاة لبنانية" ، كنت اموت كمداً و زملائى يسترسلون فى تعليقاتهم على الخبر ووصف الفتاة وشجاعتها. حينما رجعت من المدرسة ، ظللت أتابع برامج التليفزيون كى أشاهد هذا الخبر بالذات ولكن لم يبث التليفزيون الخبر مرة أخرى ، من خلال الصحف عرفت أسم الفتاة " سناء المحيدلى" وايضا أنها تكبرنى بستة أعوام ؟؟!!

لا أدرى لماذا قارنت ما بين خططى المستقبلية وما فعلته سناء المحيدلى .. كانت الجامعة والعمل أهم أولوياتى .. لم أفكر أبدا أنه سيأتى يوما أضطر فيه لتفجير جسدى لتحرير وطنى ، تساءلت كل عدد المراهقات اللاتى سيتبعن خطوات سناء المحيدلى . مع الأيام نسيت هذا السؤال ولكن ذكرننى هذا الفيلم الوثائقى به..

ففى ظل تنامى الدعوة إلى اللاعنف وآليات الحلول السلمية ، هناك تساؤل دائما ما يطرح حول المقاومة المسلحة أو جماعات التمرد المسلحة ، حجم الدمار والقتل خلال الحروب والنزاعات الداخلية دفع بعض النشطاء والمفكرين إلى شجب استخدام العنف ومناهضة الحرب. ولكن يبرز دائما التناقض الأخلاقى فى دعوة الحكومات الغربية إلى شجب وأدانة العنف وبدء المفاوضات بالنسبة للصراع العربى الأسرائيلى، فى الوقت ذاته تقبع قوات الأحتلال الغربية فى العراق وأفغاستان ويتم مناقشة مسألة زيادة عدد قواتها فى أفغانستان. فى الدول العربية ، بدأ النقاش حول المقاومة وسلاحها سواء فى فلسطين أو لبنان ، وتعالت الأنتقادات لتحويل المشاريع التحررية إلى مشاريع سلطوية تسعى إلى مقعد الرئاسة أو الخلافة .. أصبح فساد المقاومة سواء على المستوى المالى والأخلاقى محل سخط الجميع .. و أصبح رجل الشارع يتساءل لماذا المقاومة المسلحة ؟ ولكن ليس إيماناً باللاعنف أو الحلول السلمية ولكن أحباطاً من ممارسات رجال المقاومة ... فهل جاء اليوم الذى تندم فيه فدائيات مثل سناء المحيدلى وزملائها على التضحية بأروحهم؟ هل سوف يأتى يوم نشجب تضحياتهم أو نشعر أنها كانت بلا فائدة ؟ ..

برأيى أن المقاومة المسلحة ستستمر ، فأقبال الشباب على الأنخراط فى جماعات اللاعنف أو المقاومة والجماعات المسلحة هى نتائج لرغبة الحكومات فى اللجوء للقنوات الدبلوماسية أو القمع .. لكن أى أنسان قابع تحت وطأة احتلال له الحق فى أختيار واحد أما أن يكون سلبيا أو مقاوماً.. عندما يستخدم أى أنسان عنف تجاه أنسان أخر ويرفض الأنصياع إلى العقل والمنطق فمن البديهي أن يرد الأخر العنف بعنف مضاد ... اختارت سناء المحيدلى أن تكون مقاومة ولكننى أظن أنها لم تكن لديها رفاهية الأختيار ما بين اللاعنف والمقاومة المسلحة .. منذ شهور بدأت فى قراءة كتاب روبرت فيسك "ويلات وطن" ولكنى لا أستطيع أكمال صفحات هذا الكتاب .. لقد توقفت طويلا عند الأجتياح الأسرائيلى لبنان عام 1982 بالتحديد فى صيدا و لم أستطيع الأستمرار فى قراءة ما حدث.. على الرغم أن تلك الأحداث مرت عليها ما يقارب من 27 عاما وأننى لم أعيش تلك الأحداث وكذلك عملى فى مناطق نزاعات مسلحة لمدة عامين جعلنى أكثر أدراكا لم يحدث من حولى، مع كل هذا أشعر أن قراءة ما حدث مؤلم. ما بالك بفتاة لم تكن تتجاوز الرابعة عشر من عمرها، قد شاهدت وعاشت وعانت كل هذه الويلات .. كم مرة نجت من الموت بأعجوبة ؟ كم مرة قذفت المدفعية الأسرائيلية منزلها أو مدرستها أو مدينتها ؟ كل مرة شاهدت جثث الأصدقاء أو الأقرباء أو حتى الجيران ؟ كل مرة شعرت بأنها ستكون التالية ؟ . أن عملية سناء المحيدلى كانت رد فعل للظلم والتنكيل الذى وقع على مئات الألاف من أهالى الجنوبى اللبنانى. لقد أختارت أن تقاوم هذا الظلم ولكن فرض عليها أن تستخدم القنابل بدلا من طاولات المفاوضات .. لقد حرمت من حتى الحلم.. كان المستقبل فى عينها أسود حالك الظلم. كان هناك سلاح مرفوع فى وجها .. لم تملك ساعتها إلا أن تستخدم جسدها لكسر هذا الألة العسكرية واذلالها.

سألت نفسى مرات ومرات حول رد فعلى إذا ما واجهت هذا المصير الذى واجهته سناء المحيدلى، هل سأتبع خطواتها وأختار المقاومة بجسدى وروحى أم يكون لدى اختيارات أخرى .. لكننى شعرت أنه من الظلم تقييم تجارب وأختيارات الأخرين طبقا لتجاربنا وقناعاتنا الشخصية .. كما أننا أكثر حظا من الملايين الذين يعيشون تحت وطأة الصراعات والحروب .. على سبيل المثال .. أننى لست عروس الجنوب ..لم أولد فى وطن يعانى من الطائفية ... لم أعانى لمدة عشر سنوات من الحرب الأهلية أوالأحتلال الأجنبى .. لم أكن أستيقظ على صوت طلقات الرصاص أو القذائف.. لم أعرف فى طفولتى المعنى الحقيقى للحرب والقتل والتشريد.. حتى عندما عاصرت تجربة الصراعات المسلحة كان ذلك اختيارى وكان لدى القدرة على الرحيل وانهاء معاناتى بمجرد أن تلمس رجلى أرض الوطن .. أنه من الظلم أن أقييم أختيارات الأخرين طالما أننى لم أعيش معاناتهم ..

أشعر بالأسف .. حينما يقييم صحفى أو سياسى أجنبى أختيارات مقاومين أمثال عروس الجنوب سناء المحيدلى .. سواء كان مؤيدا أو معارضا .. بالرغم من أن عملية المحيدلى ليست محل جدلا فى مدى التزامها بالقانون الدولى الأنسانى وأنها عملية موجهة لقوات أحتلال .. فالتقييم لمثل هذه العمليات ليس موضوعيا و تبرز فيه تجاربنا الذاتية بدلا من إبراز أسباب هذا الأختيار و تحليلها.. وتبدو تعليقاتهم مثل الألهة الأغريقية التى تحكم على الأشخاص بأنهم طيبون أو اشرار .. دون الأخذ بالأعتبار بالظروف التى حددت اختياراتهم وأفعالهم ..

فى النهاية ، أن الشعوب العربية ليست شعوب تتعاطى الموت مثلما يتعاطى البعض المخدرات... وراء اختيار المقاومة ظروف اضطرارية فرضت علي البعض.. وهذه المقاومة ستزدهر وتستمر فى المنطقة طالما أن الأوطان تغتصب بفوهات الدبابات وتنتهك الحقوق برصاص البنادق .. ساعتها سوف يلد الاحساس بالظلم والقهر مئات الالاف من عرائس الجنوب والشمال والشرق والغرب .. وايضا دائما ما تكون نهاية المقاومة المسلحة على طاولات المفاوضات وليس فى ساحات المعارك.. وفاللاعنف والحلول السلمية تنبع من رغبة الطرفين فى التفاوض وأدراكهما المتبادل للخسارة البشرية والمدنية للحروب والرغبة فى تجنب تلك الويلات ، بالأضافة إلى تفهم كل طرف للطرف الأخر ومراعاة احتياجاته وحقوقه.

الخميس، 5 نوفمبر 2009

جينا ونجوى والأستاذ فجلة

نجوان سليمان

ابتسم الجرسون وهو يقدم الشاى ، حينما سمعننى أقول لجينا " يا نصابة أنا بأعرفك من أكتر من 25 سنة" ،هل توقف عقارب الزمن ، أما انها لم تكترث كثيرا بما حدث خلال 15 عاما ، حينما قالت "من ساعة ما عرفتك من 10 سنوات وانت زى انت لسه ما أتغيرتيش" هل تتحدث عنى أما عن نفسها.

بالنسبة لى لا أشعر انها لا تختلف كثيرا عن تلك الطفلة ذات الضفائر التى قابلتها منذ أكثر من 25 عاما، لا أتذكر تفاصيل أول لقاء ولكن بدأت صداقتنا منذ أن كنا فى العاشرة، لاتزال ملجئ الوحيد حينما أحن لذكريات الطفولة ، من بينها حكاية الأستاذ فجلة .

كان فجلة هو الأسم الحركى لأحد أساتذتنا ، كان من أحد أعضاء جماعات الأسلام السياسى، .. كانت أسرنا مثل معظم الأسر المصرية ، ترسل بناتهن لتعلم الأسلام وحفظ القرأن فى المسجد. ولكن كان ذلك أول خطوة لتسليم مصيرنا إلى ايدى فجلة وأعوانه

لم ينظر إلينا فجلة على أننا طالبات فى العاشرة من أعمارهن ، يحتاجن للأستمتاع بلحظات الطفولة ولكن نظر إلينا على أننا مشروع نساء المستقبل، يجب عليه أن يقمع الأنثى فى عقولهن وأجسادهن، لم يرحمنا نحول أجسادنا وعدم ظهور أى علامات أنثوية ، فقد أبى فجلة أن يتركنا نستمتع بطفولتنا ، تحول درس التربية الأسلامية فى المسجد إلا حلقة متصلة من التهديد والوعيد.

وطبعا ، كنت أنا وجينا فوضويات بالفطرة ، نستمتع بمعارضة كل شئ سلطوى، كنا نكره النظام الأبوى ، عدم الألتزام بأى تعليمات للأسرة كانت السمة المشتركة بيننا، كثيرا ما كنا نقوم بجولات خارج المنطقة دون أخبار عائلاتنا ولكن كنا حريصات إلا نتأخر حتى نتمكن من الأفلات من العقاب المحتوم . لا أتذكر أننا كنا مشاعبات فى الصف بل على العكس من المتفوقات، كان التمرد الوحيد فى المدرسة يتعلق بالمنافسة المستميتة للأولاد، كنا نتنافس فى كل شئ فى اللعب والدرس .

منذ طفولتنا ، أدركنا أن هناك فارق ما بين الولد والبنت ، لم نكن ندرك السبب ولكن حاولنا إثبات العكس ، حتى قابلنا فجلة .

كان فجلة يتحدث من منظور دينى ، كان الخروج على تعليماته بمثابة معصية التعليمات الألهية، كان يراقب تحركاتنا فى الفصل وفى الشارع ، لم يحاول إقناعنا بتعليماته ولكن علينا السمع والطاعة بدون مناقشة ، لأول مرة لم نستطيع المعارضة أو حتى التساؤل.

ظلت أنفذ تعليمات فجلة لسنوات ، ولكن جينا لاتزال حتى يومنا هذا تنفذ تلك التعليمات ، كنت أسعد حظنا منها، فى مرحلة الجامعة ، شعرت أننى لم أعش أجمل فترة من طفولتى، لم أستطيع توديع مرحلة الطفولة و الانتقال إلى مرحلة المراهقة، لم أشعر بالفرحة بالنضوج .. كان على أن أشوه وأطمس معالم الأنثى الطفلة داخلى حتى لا تغوى الرجال.. حينما أدركت ما فاتنى شعرت بالأسئ وصارحت جينا بما حدث لنا ، وافقتنى الرأى ولكنها لم تدرك قطً ً كيف تستطيع استعادة تلك المرحلة؟ أما أنا فقد صممت على الأستمتاع بكل مرحلة من حياتى ، نجحت أحيانا ولكنى أخفقت كثيراً.

على الرغم من الأختلاف بينى وبين جينا ، إلا انها أقرب أصدقائى إلى قلبى ، هناك قواسم كثيرة مشتركة، من بينها كراهيتنا لأى شخص يعاملنا على أننا نساء، أنها تفضل أن تكون أنسان وأنا أيضا أشعر بالقلق حينما يعاملنى رجل على أننى أمراة ناعمة مكانها البيت ، كثيرا ما تعرض زملائى لضربات قاسية تذكرهم أننى أنسانة مساوية لهم فى الحقوق والواجبات وقادرة على توجيه الصفعات واللكمات لمن يشكك فى قيمتى كأنسانة .

الأحد، 25 أكتوبر 2009

تأملات فى الكذبة الصينية والأزدواجية المصرية

نجوان سليمان

منذ عدة أيام ، نشرت أحدى الصحف المصرية إعلان عن إتجاه شركة صينية لتوريد "غشاء بكارة صناعى" بتكلفة 15 دولارا للأسواق المصرية

لم تكن تلك المرة الأولى التى يطرح فيها موضوع ترقيع غشاء البكارة على الساحة، فقد طرح أكثر من مرة، بل تم تناوله فى عدد من الأعمال سينمائية مثل أفلام "إنذار بالطاعة ويا دنيا يا غرامى .. وغيرها "، إلا أن إعلان الشركة الصينية قد أثار مرة أخرى حالة من النقاش والجدل فى الشارع المصرى، بالطبع تمت مناقشته من زاوية إخلاقيات وعادات المجتمع المصرى والتحريض على ممارسة الرذيلة أو الستر وتجنب الفضائح . وعارضت الأغلبية هذا المنتج بشدة بوصفه تهديد للأخلاق ومحرض على الرذيلة ، أما الفئة المستهلكة المحتاجة لمثل هذه المنتجات فقد نأت بنفسها عن التعليق على الخبر. إلا أننى أود مناقشة هذا الموضوع من وجهة نظر مغايرة ، لا تهتم بتأييد فريق أو معارضة أخر ، ولا تسعى إلى تنصيب نفسها حارسا للعادات والتقاليد أو معارضتها. ولكن رؤية تدعو إلى تأمل الأوضاع الحالية والأزدواجية المتزايدة للمجتمع المصرى والتى أدت بالصينين إلى إبتكار" كذبة بيضاء " لمساعدة المصريين على الأستمرار فى الهروب من مواجهة الأشكاليات الإجتماعية والتذرع بالستر أو أى حجج واهية .

حينما قرأت هذا الخبر ، قفزت فى ذهنى صورة إجتماع رجال أعمال صينيين وعلماء أجتماع وأطباء وكذلك متخصص فى الشأن المصرى. بدأ المتخصصون فى شرح عادات الزواج فى مصر ، تبجيل المصريين لبكارة الأنثى بوصفها رمزاً لشرف العائلة ومعيار قبلى لمقدرة الذكور على حماية وإبعاد طالبى المتعة اللحظية عن أناثهن. كما أسهب فى وصف تداعيات فقدان البكارة وتأثيراتها النفسية والأجتماعية على الفتاة وعائلتها والتى بدورها قد لا تجد مفراً فى بعض الأحيان إلا غسل العار بالدم ، حتى دون محاولة التطرق أو معرفة أسباب فقدان البكارة سواء كان ذاك نتيجة التعرض لحادث فى الصغر أو إغتصاب أو إقامة علاقة جنسية خارج إطار الزواج أو أى سبب طبى أخر. ولم ينسى الخبراء الصينيون عرض فيلم تسجيلى يتضمن إعترافات سرية لفتيات مصريات . وفى النهاية، استعرض أحد المتخصصين أرقام وإحصائيات متعلقة بحوادث الأغتصاب التى وصلت إلى 20 ألف حالة سنويا وكذلك إحصائيات عن العلاقات خارج إطار الزواج ما بين طلبة الجامعات وأضاف أن هذه العلاقات بدأت فى الأنتشار ما بين طلاب المدارس الثانوية والأعدادية. وعرض أحد الأطباء الحل والذى يتمثل فى " غشاء بكارة صناعى " بتكلفة قليلة ومميزات جديدة . أما الخبير الأقتصادى فأنه قدر حاجة السوق المصرى بناء على هذه الدراسات والأحصائيات إلى مئات الألاف أو ربما ملايين من " الكذبة الصينية" .

ما أراه مثيراً للدهشة فى هذا الأمر هو إهتمام الصينيين بالأشكاليات الأجتماعية الموجودة فى المجتمع المصرى ، هذا الأهتمام النابع من الرغبة فى تحقيق أعلى مكسب مادى ممكن من السوق المصرى على وجه الخصوص والعربى بصورة عامة، فى المقابل أجد أن لا المكسب المادى ولا الخسارة الأجتماعية دفعت المجتمع المصرى لمناقشة المشكلة ، فمازال مجتمع النخبة والعامة يتجاهلون مناقشة تلك الأشكاليات و يستمرون فى دفن رؤوسهم بالرمال و الكذب على الذات، وهو ما أدى بالصينيين بمد يد المساعدة ب" كذبة بيضاء " تساعد المجتمع المصرى على الأستمرار فى إزدواجيته .

على الجانب الأخر ، أحاول فهم دوافع أى فتاة للأقبال على استخدام تلك الوسائل المنتشرة، ربما كانت واحدة من 20 ألف إمراة من ضحايا الأغتصاب، استغل ذئب بشرى غفلة المجتمع فاغتصبها ، وأجبرتها نظرة المجتمع إليها باعتبارها المسئولة الرئيسية عما حدث على التكتم وابتلاع مرارة الأحساس بالغدر والأمتهان فى صمت. والآن لا يجبرها فقط بالاستمرار فى الكتمان ولكن إيضا الكذب على رجل من المفترض أن يتشاركا سويا حياتهما، بهذا يكون المجتمع قد خذلها مرتين، المرأة الأولى حينما لم يوفر لها الأمن والثانية حينما حملها المسئولية ودفعها إلى المدارة والكذب على شريك الحياة. أو ربما تكون فتاة قد تعرضت لحادث خلال ممارسةالألعاب الرياضية. وعلى أسوء تقدير ، أنها فتاة مارست الجنس مع رجل دون أى علاقة زوجية أو بورقة زواج عرفى، وما يندرج تحت هذه الشريحة من قصص وسيناريوهات مختلفة: الولد استغل ساذجة البنت ، وعدها بالزواج ولكنه بعد ذلك خلع، البطالة وتكاليف الزواج ، كيف يتزوجها بعد ما حدث..إلخ. برأى أنه مهما اختلفت الأسباب ، فأن الرجل والمرأة فى مثل هذه العلاقات قد أختارا التمرد على التقاليد والعادات، ولذلك يجب عليهما تحمل مسئولية هذا التمرد. ومن البديهى أن تواجه تلك العلاقات المتمردة على التقاليد والعادات رفض ومعاداة المجتمع وكذلك مشاكل ومعوقات تؤدى فى الغالب إلى عدم قدرتها على الاستمرار. ولكن بعد الفشل الذريع ، يسعى الرجل للبحث عن إمراة بلا أى تجارب سابقة مع الرجل، كما أن المرأة تحاول الإيقاع برجل أخر بأى وسيلة متاحة والأرتباط به وتتفنن فى التمثيل وإيهامه بأنه الرجل الوحيد الذى دخل حياتها ، ولا مانع من استخدام أى وسيلة بدأ من حيل الدايات أو العمليات الجراحية أو حتى الكذبة الصينية. وفى بعض الأحيان، يتم ذلك بمعرفة وتوجيه أسر بعض الفتيات أو مساعدة بعض الأصدقاء.

وحتى الآن لم يستطيع رجال الدين حسم هذه المشكلة أو الأتفاق على حكم شرعى لترقيع غشاء البكارة ، فقد رأى المفتي الدكتور علي جمعة أجازة إجراء العملية اللاتي فقدن عذريتهن "لأي سبب كان قبل الإقدام على الزواج" مؤكدا أنه أمر مباح. بينما يتبنى أخرون عدم جواز إجراء العملية لأنها تدخل تحت باب الغش والتدليس، أما الدكتورة سعاد صالح فقد صرحت بجواز التصدق بالمال لأجراء مثل هذه العمليات.

ولأننى لست متخصصة فى علوم الأسلام لذلك لن أناقش هنا إختلاف الأراء الدينية أو أحاول ترجيح رأى على أخر. ولكننى لدى سؤال متعلق بالشفافية فى العلاقة الزوجية "هل من حق الشباب المقبل على الزواج أو الأزواج والزوجات معرفة كل شئ عن علاقات الأخر قبل الزواج؟ " إذا كانت الأجابة " نعم أوحتى لا" فى الحالتين لن يحتاج السوق المصرى إلى غشاء صينى أو يابانى، ولكن نحتاج إلى مناقشة الموضوع كمشكلة إجتماعية ناتجة عن تطور المجتمع وتغير أساليب الحياة اليومية وإختلاف العلاقات ما بين أفراد المجتمع ، نحتاج إلى فهم وتحليل أسباب أقبال الشباب من الجنسين على مثل هذه العلاقات،وإدارك مقدرة الطرف الأخر على استخدام طرق لا حصر لهل لأخفاء الحقيقة والتضليل إلا أنه فضل المصارحة والمكاشفة وإقامة علاقة مبنية على الصدق والشفافية بدلا من العيش فى سلسلة لا نهائية من الأكاذيب. بالأضافة إلى ما سبق، نحتاج إلى نشر الأمن فى الشارع والبيت والمدرسة والجامعة ، وإلى إنشاء برامج تأهيلية لضحايا الأغتصاب تساعدهن على اجتياز الأزمة وبناء الثقة بالمجتمع من جديد ، كما نحتاج إلى تقبل الأخر وتفهم للأخطاء والنزوات والظروف الإجتماعية وكذلك نحتاج إلى تعلم كيفية الأعتراف بالخطأ وتحمل المسئولية الكاملة لتبعات أفعالنا، ساعتها سنتمكن من استيعاب وتطبيق معانى كلمات المسيح عليه السلام " من منكم بلا خطيئة يرمينى بحجر".

الخميس، 22 أكتوبر 2009

أمى ... رحيل بلا وداع




مر الأسبوع الثالث منذ وصولى إلى هذه الواقعة فى وسط المحيط الهندى. على الرغم من أننى لن أعمل فى عطلة نهاية الأسبوع ، إلا أننى إستيقظت مبكرةً ، شعورا داخلى يحثنى على الأتصال بالقاهرة ، الساعة لم تكن تتعدى الخامسة فجراً هناك .. أحاول الأنشعال بأى شئ ولكن فى حوالى الساعة السابعة صباحا بتوقيت القاهرة اشتد على هذا الشعور بالرغبة فى سماع صوت أمى .. أعلم أنها فى المستشفى ومن الصعب الأتصال بها . طلبت رقم عائلتى .. لا أحد يرد .. أحاول الأتصال مرة أخرى بلا فائدة .
استجابت لدعوة زملائى لعب التنس وتناول العشاء سويا ، لقد كنت غائبة لشهرين بعد إصابتى فى حادث، لا أشعر بالرغبة فى الخروج ولكننى لا أريد رفض الدعوة .. أحاول اللعب ولكنى أكتشف أننى لن استطيع تسديد الكرة .. الأصابة أكبر من أن تتعافى وتعود إلى سابق عهدها فى شهرين ... أنسحب وأكتفى بالتفرج وتشجيع الجميع ...
الساعة الرابعة والنصف بتوقيت القاهرة الثامنة مساءا بتوقيت سريلانكا، مكالمة دولية .. أخيرا لأحظ أحد محاولات الأتصال .. صوت عادل على الطرف الأخر ، لا تستدعى هذه الأسئلة أوالحوار إجراء مكالمة دولية ... أحاول استكشاف ما يخفيه بلا فائدة .. ينهى المكالمة بعد بضعة إسئلة عن أحوالى ..
أجلس فى الخارج ، تتصاعد أصوات الموسيقا من داخل المنزل ، الجميع يستمتعون بوقتهم ولكنى فى وادى أخر .. أحاول معرفة ما حدث .. أمسك بالهاتف .. أتصل بجميع أرقام أفراد عائلتى بلا فائدة .. لا أحد يكترث بالرد .. أحاول التحكم فى أعصابى .. أريد العودة للمنزل ولكن فى هذه المدينة تتوقف الحياة بعد السادسة .. من المستحيل وجود تاكسى بالشارع فى هذه الساعة .. أخيرا سأعود للمنزل لقد أنتهى العشاء وحكايات موظفى المؤسسات الدولية ..
لم أنتظر دخولى من الباب .. فتحت باب الحديقة وأنا أطلب رقم أخى .. جاء صوته حزينا على الجانب الأخر .. صوت شيخ يتلو القرأن فى الخلفية .. " إيهاب .. ماذا حدث ؟" كانت كلماتى الأولى .. أكد لى أن الأمور على مايرام .. أمى تتعافى وسترجع البيت بعد إيام ، لكن توفى والد صديقه وهو الأن فى العزاء ..
أجرى أتصل أخر مع أختى ، تذكر أن حالة أمى فى تدهور على عكس ما قاله أخى .. أثار تناقضهما الشك فى قلبى .. هل ماتت أمى ؟ أحاول أبعاد هذه الفكرة عن ذهنى .. لا أنها بخير وستتعافى .. أتذكر أنها منذ عدة سنوات مرت بأزمة صحية مشابهة .. ولكنها تعافت ..
لا أستطيع النوم ، يفصل بينى وبين القاهرة جبال وصحارى وبحور .. وسيلتى الوحيدة للتواصل هى الهاتف .. على أن اصدق كلام عائلتى .. أنها بخير .. فكرة موتها تهيمن على عقلى .. فى النهاية ، استسلم لم حدث .. لا أستطيع تقرير حياتى أو موتى .. كيف يكون الأمر بالنسبة لأمى لا أستطيع وهبها الحياة أوإبعاد شبح الموت عنها .. أستسلم لنوم عميق ..
الساعة العشرة صباحا بتوقيت القاهرة ، أتصل مرة أخرى بعائلتى ..يأتينى صوت وفاء أبنة خالى عبر الأسلاك .. بدون أى مقدمات أسالها عما حدث.. تحاول الأسترسال فى المقدمات التى توحى بأن هناك كارثة حدثت .. تتوسل لى أن أحاول الهدوء والتماسك ولكنها لم تكن تدرى أن صمتها ورجائها يحرق كل قطرة فى دمى .. كما يحُرق وقود السيارات ... أحاول أن أبدو هادئة.. نبرات صوتها توحى بما حدث ولكنى أحاول أبعاد هذا الخاطر " لا يمكن أن ترحل أمى دون أن أحتضن يديها وأكون بجوارها فى أخر لحظاتها فى هذا العالم " لقد كنت فى القاهرة منذ 3 اسابيع .. كانت على ما يرام .. ماذا حدث ؟ .. لماذا أختارت أن ترحل حينما أكون غائبة ؟ رحمة بى أم عقاب على هجرى؟
بعد تلقى النبأ .. ظهرت جميع الوجوه .. أخوتى يتناولون التليفون واحد بعد الاخر .. أبناء أخوالى وعمومتى ... لماذا لم يردوا حينما حاولت الأتصال بهم ..
كان أول الأتصال بعدما وصلهم خبر الوفاة .. كانوا ساعتها يدخلون المستشفى .. شعروا أن الخبر بطريقة ما قد وصلنى ، لذلك لم يكونوا يريدون تأكيد أو نفى الخبر .. حتى يعرفوا مصدرى.. لم يفطنوا أن المصدر هو إحساسى وصلتى بأمى والتى لم تنتهى بالولادة أو الفطام أو السفر والبعد ألاف الأميال.. أرتباطى بها مثل أرتباط جنين بأمه.. أخبرتنى ذات مرة أنها كانت تشعر بخوفى وانقباضى داخل رحمها حينما كانت هى نفسها تخاف من شئ.. لماذا لم استمع لهذا النداء الذى كان يدفعنى للعودة للوطن .. كذبت نفسى وصدقت أكاذيب عائلتى .. لم تكن على ما يرام .. ربما كانت روحها تغادر الأرض حينما رغبت بالأتصال، ربما بعثت لى برسالة الوداع .. فشعرت روحى أن على أن أودع أمى حتى لو عبر سماعة الهاتف ولكنى تراجعت بسبب الوقت المبكر ، فرحلت دون وداع ولكن على وعد بلقاء قريب فى عالم أخر.
ألاف الأميال ، ولكن على التماسك أمام عائلتى ، ماذا أفعل وحيدة فى أرض غريبة .. أسوء شئ حدث لى وانا وحيدة بل قريب أو صديق يواسينى .. فقدت القدرة على الحداد أو على الكلام أو الصراخ .. كان على أن أتماسك ، لم يعد هناك شئ يحثنى على العودة .. ماتت ودفنت أمى دون أن أكون جانبها.. الجميع يسأل عن أحوالى .. أجيب "كيف أحواك.. أننى بخير لا تقلق " اتصل بى زميلى فى العمل وهو لا يدرى كيف يواسينى.. فأذا به اساله على حاله وأرد نفس الجمل التى كنت أرددها لأسرتى " أننى بخير لا تقلقوا.. المهم انت عامل ايه".

Egypt's Crackdown on Opposition

http://www.zmag.org/znet/viewArticle/3901
On April 27th, two days after a terrorist bombing that killed 21 at the Egyptian resort of Dahab, thousands of Egyptian riot police turned downtown Cairo into military zone, beating and arresting peaceful protesters. The protesters were supporting two Egyptian Judges, Mahmoud Mekki and Hesham Bastawisi, leading critics of Egyptian police intervention in last year's parliamentary elections. The two judges have been threatened with disciplinary action for raising accusations of government election fraud.
On April 26, Egyptian plain clothes police officers forcibly broke up a solidarity camp organized by Egyptian opposition groups in support of a sit-in by other judges, and arrested tens of activists. Two days earlier, police attacked the camp in the early morning, beating a judge and dragging him across the street because he was videotaping their attack on the protesters. So far, Egyptian police have detained at least 42 activists from different opposition groups on false charges.
The September 11 terrorist attacks demonstrated the failure of a longstanding US assumption - that autocratic, pro-American governments, like Saudi Arabia and Egypt, would block the spread of radical Islamist terrorism. Instead, lack of democracy and political reforms in Middle East have hurt US security and interests. In response, the Bush administration declared a commitment to democratization in the Arab world. Last June, Secretary of State Condoleezza Rice told the crowd at the American University in Cairo, "For 60 years, my country, the United States, pursued stability at the expense of democracy in this region here in the Middle East - and we achieved neither, now, we are taking a different course. We are supporting the democratic aspirations of all people."
Unfortunately, American pressure on Egypt greatly diminished after the Muslim Brotherhood made gains in Egypt's November Parliamentary elections and Hamas won the elections in the Occupied Palestinian Territories in January. The Egyptian government has taken the opportunity to crush opposition political parties, even liberal, secular parties like Al Ghad and Al Wafd.
President Mubarak promised political reform and to abolish Egypt's Emergency Law during his campaign for re-election last year. But, capitalizing on the April 25 terrorist attack in Dahab, on April 30th the government extended the controversial Emergency Law which give the security forces broad powers to arrest and detain people without charge. Parliament, still dominated by Mubarak's National Democratic Party, agreed to a two year extension. The Egyptian government claims the Emergency Law has been used to fight terrorism, but opposition groups say the law failed to combat terrorism and was used to violate the rights of Egyptians.

Joe Stork, Deputy Director for Middle East and North Africa at Human Rights Watch, commented, "Deploying thousands of police to smother these protests shows all too clearly that President Mubarak has zero tolerance for peaceful dissent. This is a government that intimidates voters to obtain the parliamentary majority it needs to renew an Emergency Law, which it then uses to silence those who protest election fraud."
More injustice won't end terrorism. Most youths who committed terrorist attacks in Egypt and in western countries, including the US, would prefer to look forward to their future rather than blow themselves up along with innocent people. Egyptian Sayyed Al Qutub, widely seen as the theorist behind Islamic terrorism, developed his ideology after Egyptian President Nasser detained and tortured him during the 1960s.
Dictatorial governments, not just in Egypt but in other Middle East countries, have created terrorism. Many activists have been detained, tortured and sometimes even raped after trying to gain their freedom and rights using nonviolent methods. Many youth joined Islamic terrorist groups because of government persecution and injustice. Islamic groups convince them that the Egyptian government is led by "unbelievers", and that to gain freedom and justice, they must use violent methods, without concern for innocent civilians.
As long as dictatorial governments deny freedom of expression, and economic and political rights, and arrest nonviolent activists, terrorism will flourish and we will all suffer. I oppose violence and terrorism, but I realize that some victims of injustice become terrorists, acting like their former persecutors.
We all want to live in peace. To do so we have to address the reasons behind terrorism, not through emergency laws or unjust procedures, but through democracy and respect for the human rights of all people throughout the world.


الهولوكست الإسرائيلى

http://www.al-araby.com/docs/article1043.html
فى الوقت الذى تحيى فيه إسرائيل الذكرى السنوية لضحايا الهولوكست، باذلة أقصى ما فى وسعها لإثبات أن دولة أسرائيل هى المكان الآمن الوحيد فى العالم الذى يمكن أن يعيش فيه اليهود بسلام، تتنكر لحقيقة أن ثلث ضحايا الهولوكست الذين هاجروا إلى إسرائيل ومازلوا على قيد الحياة يعيشون تحت خط الفقر.. ويؤكد أغلبهم أنهم حتى الآن لم يتسلموا نصيبهم من التعويضات الألمانية والتى بلغت 80 مليار دولار. ففى تحقيق نشرته لورى كوبنز عن الذكرى السنوية لضحايا الهولوكوست، ذكرت أنه يوجد بإسرائيل ما يقرب من 90 ألف ناج من معسكرات الإعتقال الألمانية يعيش ثلثهم تقريبا طبقا للإحصاءات الرسمية تحت خط الفقر، ورغم أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تلقت حتى الآن 80 مليار دولار من ألمانيا، بواقع 326 مليون دولار سنويا، كان من المفترض أن توصلها إلى الناجين، إلا أن الكثير من هؤلاء قد أكدوا لها أنهم لم يتلقوا شيئا من هذه المساعدات فيما أكد البعض الآخر أنه تلقى مساعدات زهيدة، لا تتناسب مع حجم ما تحصل عليه إسرائيل من تعويضات، حيث كان من المفترض أن يبلغ نصيب كل ناج ما يقرب من 3622 دولارا أمريكيا سنويا، إلا أن 10 آلاف ناج لا يتلقون حتى الخدمات الطبية المجانية مع أنهم من الفقراء.وفى هذا الإطار تقول جيزلا بورج الأرملة التى تبلغ من العمر 83 عاما بعد إطلاق سراحى من أحد المعسكرات النازية فكرت أن إسرائيل ستكون المكان الأكثر أمنا بالنسبة لى إلا أننى الآن أدركت أننى كنت واهمة فأنا لا استطيع سداد فواتيرى العلاجية أو التنقل بتاكسى لتكلفته العالية، كما أننى أحتاج إلى اصلاح تليفزيوني، ولا أظن أننى سأزور طبيب الأسنان فى القريب رغم حاجتى الملحة إليه فإصلاح التليفزيون والذى يعتبر وسيلة تسليتى الوحيدة أهم، فهو نافذتى الوحيدة التى أتمكن عبرها من مشاهدة القنوات الفضائية المجرية التى تذكرنى دائما بوطنى الحبيب.وفى التحقيق تصف لورين أيضا مظاهر إحياء الذكرى السنوية لضحايا الهولوكست التى أقامتها إسرائيل عشية يوم الاثنين الماضي، وأقفلت فيها البارات والنوادى الليلية، وأسهبت محطات الإذاعة والتليفزيون الإسرائيلية فى عرض قصص الناجين وتحذيرات المسئولين الإسرائيليين من أن معاداة السامية لا تزال موجودة فى العالم، وأن إسرائيل هى الملاذ الآمن مؤكدين أن الحفاظ على أمن إسرائيل هو الوسيلة الوحيدة لحمايتهم، حتى إن موشيه كاتساف رئيس إسرائيل ذكر فى خطابه الذى ألقاه فى التأبين الرسمى السنوى للضحايا إنه على الدول الغربية أن تقف فى مواجهة الدول التى تسعى لامتلاك قوة نووية لتحطيم إسرائيل، الغريب أنه لم يخص إيران بالذكر، وقد انتهت المراسم صباح يوم الثلاثاء بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح ضحايا الهولوكست. من ضمن التعليقات العديدة على التحقيق، علقت مواطنة إسرائيلية قائلة إن فى إحياء إسرائيل للذكرى السنوية لضحايا الهولوكوست فى الوقت الذى تتغافل فيه عن أبسط حقوقهم المعيشية والإنسانية ما يعكس نوعا من الرياء غير غريب على الحكومة الإسرائيلية، فإحياء الذكرى ليس إلا جزءا من صناعة الهولوكست.. إنه بوضوح أكثر استجداء للمشاعر فى محاولة لإقناع العالم بحاجة اليهود لوطن قومى وتذكيرهم بمأساتهم.. الحقيقة الواضحة للعيان أن حكومات إسرائيل المتعاقبة لديها نهم شرس للتوسع. إن إسرائيل هى أقل الدول الغربية أمانا لليهود، فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية لم يقتل هذا العدد من اليهود فى أى مكان بالعالم باستثناء إسرائيل، علاوة على ذلك، أنها تحيا بحد السيف وتضحى بشبابها وترتكب ممارسات التطهير العرقى بصورة منتظمة للفلسطينيين، والكثير من اليهود حول العالم لا يباركون سياستها العنصرية، أما المساكين الناجين من الهولوكست والذين صدقوا أنها ستكون ملجأ أمنا لهم فقد اكتشفوا الآن عكس ذلك، فالسياسات الإسرائيلية أجبرتهم على الكفاح مرة أخرى من أجل التشبث بالحياة.
نجوان سليمان

مذبحة حديثة

http://www.al-araby.com/docs/article1470.html
صرح الرئيس بوش أنه منزعج مما وصله من أنباء عن مذبحة الحديثة قائلا لابد من معاقبة الجناة ولكن المؤكد انه بعد شهور أو ربما سنوات ستتلاشى كل هذه التصريحات، ولن تخطر على باله أو بال مساعديه إذا ما كان النصر حليفهم. وبالطبع سيسارع نفر غير قليل من هؤلاء باتهام اجهزة الإعلام بترويج أخبار غير صحيحة، ليس بسبب كشفها عن المذبحة بل لتجاهلها أن 99.9 % من الجنود الأمريكيين احترموا القواعد ولم يرتكبوا أية أخطاء. ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هل كانت الحديثةمذبحة عارضة؟ المؤكد ان الاجابة بالنفى . فرغم ان البعض يرى ان الإدارة الأمريكية تعتبر الحديثة مذبحة عارضة ارتكبتها فصيلة من الكتيبة الثالثة بقوات المارينز، وهو ما لا يمثل بالضرورة إحراجا للجيش الأمريكى أو يكشف عن الجانب الخفى للحرب فى العراق الا ان البعض يعتبر استهداف المدنيين شيئاً معتاداً، ولا توجد أساساً آليات للمحاسبة عن تلك التصرفات. ولكننى أرى أن الأمر ابعد من ذلك إن ما حدث فى الحديثة هو جريمة قتل بدم بارد أبرزت مدى تأثر الجنود الأمريكيين وقوات المارينز بتلك الادعاءات المتعلقة بطبيعة العدو والحرب فى العراق وهو ما يجعلهم غير قادرين حتى على التفرقة بين المسلحين والمدنيين. وخلال الأيام القليلة الماضية سمعت بعض التعليقات على ارتكاب تلك المجزرة فقد كتب روبرت إن القوات الأمريكية تستخدم الأسلوب الدفاعى، اذ تقوم باحتلال بعض النقاط الإستراتيجية ولكنها لا تستطيع الاحتفاظ بها طويلاً وهو ما يخلق شعوراً بالإحباط الشديد لدى الجنود، فالجندى هو إنسان مثلى ومثلك من الممكن أن يتحول إلى ماكينة مقاتلة لا تفرق بين مسلح أو مدنى، وهو ما يحدث عندما نزج هؤلاء الرجال والنساء فى أماكن ملتهبة لا نستطيع تأمينهم فيها. أما البحار الأمريكى ريان والذى يعمل فى العراق فقد علق قائلا لا اهتم إذا كان المارينز انتهكوا قوانين الحرب، لكننى لا أستطيع ان أطالب بمحاسبتهم أما بالنسبة لبعض المراسلين ومن بينهم دى آر تى فقد تساءلت هل سنستمر فى الإدعاء أن جرائم الحرب التى ارتكبها الأمريكيون ليست جرائم حرب ولكنها أخطاء غير مقصودة وبتلقائية وصف الكثيرون تصرفات قوات المارينز والحكومة الأمريكية فى العراق بجرائم حرب وحشية ضد الإنسانية فها هو أحدهم يعلق قائلا إذا ما ارتكب المارينز جرائم وحشية أو جرائم حرب فلابد أن تتم معاقبتهم، ولكن الأكثر أهمية هو كيف نمنع حدوث حديثة جديدة مستقبلاً ما حدث فى هذه المذبحة سيستخدمه الكثيرون سواء كانوا من المؤيدين لبقاء القوات الأمريكية فى العراق أو المطالبين بانسحابها، ولقد كنت واحداً من هؤلاء، فقد كنت ومازلت اعتقد أن تلك الحرب بدون فائدة ..إننى لم أسمع من قبل جدلاً يقنعنى أن القوات الأمريكية قد حققت تقدما ملموساً، فالانسحاب التدريجى من الممكن أن يخفف تداعيات مغادرة القوات الأمريكية للعراق. إن مذبحة الحديثة لا تعنى خسارة الحرب كما أنها فى نفس الوقت لا تعنى تشتيت القلوب والعقول فى البلاد . إن الشارع العراقى لا يمكن أن يكون سعيداً برؤية الجنود الأمريكيين يضغطون على زناد بنادقهم ويصوبون رصاصاتهم بعشوائية إلى المدنيين العراقيين. فالسفير العراقى بالولايات المتحدة نفسه حكى عن كيفية قتل المارينز - بدم بارد - واحداً من أبناء عمومته لم يكن قد تجاوز 21 ربيعاً خلال عملية مداهمة لبيت العائلة. أما قائد القوات الأمريكية فى العراق الجنرال بيتر تشيريلى فقد اكتفى باعلان ان قواته تعتزم إجراء تدريبات إضافية للجنود الأجانب الخاضعين للقيادة الأمريكية، مشيراً إلى أن هذه التدريبات تتعلق بالسلوك والتصرف الأخلاقى فى ساحات المعركة.
نجوان سليمان

على نهج مصدق وعبد الناصر

http://www.al-araby.com/docs/article1127.html
على الرغم من اعتراضات حكومات الدول الأجنبية وشركات الطاقة، دافع رئيس بوليفيا اليسارى عن قراره بخصوص تأميم صناعة الغاز، وأكد أن بوليفيا تحتاج لتحصد مكاسب ثرواتها الطبيعية إلى شركاء لا أصحاب احتكارات. كان الرئيس إيفو موراليس قد أعلن فى حديث له بشبكة تليفزيون فنزويلا أنه لم يطرد أى شركة، ولكنه ضد أن تستمر هذه الشركات فى جنى الأرباح الخيالية التى كانت تجنيها من قبل.. إننا نأمل أن يستمروا كشركاء، أما إذا لم يحترموا هذه القوانين، فسترغمهم القوة السياسية على احترامها.وقد زاد من مخاوف المستثمرين، إعلان الحكومة البوليفية أنها ترغب فى مد سيطرتها على المناجم، والغابات وبعض المصادر الاقتصادية الأخرى لبوليفيا. وبعد يوم واحد من إعلان موراليس سيطر العسكريون على نحو 56 حقل غاز فى أنحاء متفرقة من البلاد، وهو ما اعتبره الكثيرون امتدادا للسياسات اليسارية المعروفة للرئيس الفنزويلى هوجو شافيز حليف موراليس، الذى علق بدوره مؤكدا أن القرار يخدم مصالح فقراء بوليفيا مشيرا إلى أن هدف قمة بيرتو اجايزو هو العمل على إنهاء الصرخات التحذيرية التى انتشرت فى أجهزة الإعلام العالمية إنهم لن يتمكنوا من بث الفرقة بينا، إنهم يريدون ترهيب الشركات وتخويف الناس منا. وفى بيرو أعلن أولمنتا هياموالا المرشح اليسارى فى الانتخابات أنه أيضا سيعيد النظر فى عقود شركات التعدين، لكنه سرعان ما خفف لهجته قائلا إننا نحترم قرارات أخوتنا البوليفيين بشأن الملكية ولكن ما أريد تأكيده هو أننا لم نناقش إذا ما كانت الدولة ستترك الوضع كما هو عليه أم تنزع الملكية. قال نائب رئيس دولة بوليفيا الفارو جارثيا لينيرا من الممكن أن ترتفع الرسوم الضريبية على شركات التعدين مما يجعل الحكومة تنفذ القوانين الموجودة لتقلل من احتكار الأراضى البور وهو ما يسمح بتمليكها للفقراء مشيرا إلى أن الحكومة ستعمل على وقف شركات الغابات التى تنتهك القوانين البيئية. من جانبهم أوضح المحللون السياسيون أن قرار تأميم الغاز كان غير متوقع، مؤكدين أن مناظر الجنود الحاملين الأسلحة الأتوماتيكية فى مصافى وحقول الغاز تذكرهم بالعهود الديكتاتورية السابقة. من هؤلاء مايكل شافتير محلل شئون أمريكا اللاتينية الذى علق قائلا إنه بهذه الخطوة يخاطر ليس فقط بتأميم ملكية الثروات الطبيعية ولكنه يخاطر أيضا بالشركاء المتعاطفين مثل البرازيل وأسبانيا.. الأوامر الصادرة باستيلاء الجيش على حقول الغاز الطبيعى مواجهة وعداء غير ضرورى. ومن جانبها أصدرت غرفة إنتاج الطاقة والتى تمثل شركات إنتاج الطاقة فى بوليفيا تصريحا جاء فيه فى الوقت الذى كنا نرغب فى حوار هادف مع الحكومة قامت بخطوة سلبية ستؤثر جوهريا على شركات الطاقة. وتعد البرازيل أكبر مشترٍ للغاز البوليفى وتملك أيضا شركة بيتروليو برازيليو إس إيه وهى إحدى كبريات الشركات المنتجة للغاز فى بوليفيا حيث قال سيرجيو جابريللى رئيس الشركة إن المسئولين البرازيليين يسعون لضمان حقوقنا من الغاز البوليفى فمنذ منتصف التسعينيات بلغت استثمارات الشركة فى بوليفيا 1.6 بليون دولار. وبالإضافة إلى الشركات البرازيلية توجد شركات أجنبية أخرى من بينها شركات أرجنتينية وبريطانية وفرنسية وأمريكية.
نجوان سليمان

مستشار رئيس الوزراء الفلسطينى فى مقابلة مع هاآرتس

http://www.al-araby.com/docs/article1621.html
أكد الدكتور أحمد يوسف مستشار رئيس الوزراء الفلسطينى إسماعيل هنية فى مقابلة مع صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن حكومة حماس تعد مشروع هدنة طويلة تمتد لما بين 50 - 60 عاما بشرط انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967 مرجحا أنه فى المستقبل البعيد سيتم التوصل إلى تسوية سلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، معتبرا أن اتفاقية السلام فى هذا الوقت ليست ضرورة ملحة قائلا إنه من الأفضل أن نترك هذا الشأن للأجيال القادمة، فإذا ما توصلنا إلى اتفاق هدنة طويلة الأمد، فإن المستقبل سيحدد ما إذا كانت إسرائيل تفضل أن تعيش بسلام مع الفلسطينيين..إننا لا نخطط للاعتراف بإسرائيل لأنها فى جميع الأحوال لن تلتزم بالاتفاقيات الموقعة. ووصفت الصحيفة يوسف الحاصل على الجنسية الأمريكية والحائز على الدكتوراه فى العلوم السياسية من جامعة أمريكية ب ويزجلاس حيث إن علاقته بهنية مماثلة لتلك العلاقة المتقاربة بين رئيس الوزراء الإسرائيلى ومستشاره دوف ويزجلاس. وأوضح يوسف أن الهدنة طويلة الأمد هى الأفضل للإسرائيليين والفلسطينيين قائلا إنكم سوف تحصلون على السلام الذى تريدونه فى نفس الوقت سيتمكن فيه الفلسطينيون من حل مشاكلهم الداخلية، مشيرا إلى أن حماس سوف تترك مهمة التفاوض للرئيس الفلسطينى محمود عباس قائلا إنها مهمة الرئيس ولكنه فى نفس الوقت لم ينف إمكانية التفاوض المباشر بين حماس وإسرائيل طالما كان ذلك سوف يخدم المصالح الفلسطينية.. كما لم ينتقد يوسف بأسلوب مباشر إعلان حماس استئناف الهجمات الانتحارية الاستشهادية مشيرا فى الوقت نفسه إلى أنها لا تخدم مصالح الحكومة الفلسطينية. ولكن تصريحات يوسف الغامضة لا توضح إذا ما كانت حماس تنوى عدم شن هجمات أخرى أو أنه ينتقد قرار شن هجمات على إسرائيل، ففى الوقت الذى صرحت فيه مصادر من حماس بأن قيادات حماس بدمشق هى المسئولة عن قرار استئناف الهجمات، نفى الدكتور يوسف هذه التصريحات مؤكدا أن الجناح العسكرى لحماس فى الأراضى المحتلة هو من اتخذ هذا القرار، وأنه ليس للقيادة السياسية أى علاقة به. وأضاف إن إسرائيل هى التى اخترعت الإرهاب، لا تتوقعوا أن نتصرف كالمسيح فإذا ما صفعتم خدنا، سنرد صفعتكم ولن ندير لكم الخد الآخر، فإذا ما صعدت إسرائيل عملياتها يجب أن تتوقعوا أننا سنلحق الضرر بكم. وتطرق يوسف فى حديثه إلى مقتل سبعة أفراد من أسرة فلسطينية بشاطئ غزة يوم الجمعة قائلا إسرائيل تستهدف المدنيين.. لقد ارتكبتم مذبحة على شاطئ غزة فكان طبيعيا أن يطالب الفلسطينيون بالرد وتسأل لماذا يبقى العالم صامتا حينما يرى إسرائيل تفعل ما تفعله.
نجوان سليمان

لمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل

http://www.al-araby.com/docs/article1379.html
رفض الدكتور ريتشارد سيفورد الأستاذ بجامعة اكستير الانجليزية دعوة مقدمة له لكتابة مقالة فى دورية أكاديمية ممولة من الجامعات الإسرائيلية تفعيلا للمقاطعة التى بدأها الأكاديميون البريطانيون ضد إسرائيل. وكانت الدكتورة دانيلا ديوك المدرسة فى جامعة بار آلان وعضو مجلس إدارة دورية الدراسات الكلاسيكية الإسرائيلية قد دعت البروفسير سيفورد للقيام بعرض أحد الكتب فى الدورية ولكن سيفورد رد على رسالتها قائلا أسف... إننى لا أستطيع قبول دعوتكم، لعدة أسباب ربما لن تروق لكم، لقد وقعت أنا والعديد من زملائى من الأكاديميين البريطانيين على مقترح لمقاطعة الأكاديميين الإسرائيليين بسبب السياسات التوسعية الوحشية والتطهير العرقى التى تنتهجها حكومتكم. وعلق سيفورد وهو رئيس قسم الدراسات الكلاسيكية والتاريخ القديم بجامعة اكستير للصحيفة قائلا إن المقاطعة الأكاديمية هى انعكاس بسيط لبداية أحياء الضمير الدولى الذى أعلن أن أمله الوحيد هو سلام حقيقى فى منطقة الشرق الأوسط، والمقاطعة الأكاديمية تماثل تلك المقاطعة الأكاديمية للنظام العنصرى السابق فى جنوب أفريقيا، فقد تم توجيه العديد من الاتهامات بالعنصرية حتى داخل الجامعات الإسرائيلية والجدير بالذكر أنه فى الفترة ما بين 27-29 مايو سيناقش مقترح مقدم من اتحاد أعضاء هيئات التدريس بالجامعات البريطانية بشمال ايرلندا وويلز لبداية مقاطعة بريطانية للأكاديميين الإسرائيليين. أما جامعة بار آلان الإسرائيلية فقد أنشأت اللجنة الاستشارية الدولية للحريات الأكاديمية بغرض التحرك العاجل لمواجهة المقاطعات الأكاديمية، ونشرت بيانا حذرت فيه من أن المقاطعة الأكاديمية بين بريطانيا وإسرائيل قد بدأت بالفعل كما دعت 500 أكاديمية حول العالم لمعارضة هذا القرار.وفى مارس اشترطت مجلة فنية إنجليزية أنها لم تنشر تحقيقا عن الملحنة الإسرائيلية سالى انا فريلاند وفرقتها الراقصة إلا إذا أعلنت أنها ضد الاحتلال الإسرائيلى، وهو ما رفضته فريلاند. وقد بدأت المقاطعات الأكاديمية لإسرائيل خلال الانتفاضة الأولى ولكنها تزايدت فى عام 2002 مع بداية احتلال المدن الفلسطينية خلال حملة الجدار الواقى ل جيش الدفاع الإسرائيلى. وبدأت حركة المقاطعة كاستجابة لمطالب المنظمات الفلسطينية مثل الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل والتى تتكون من عشرات المنظمات الفلسطينية غير الحكومية. أما فى إنجلترا، فعلى مدار السنوات الماضية تجرى محاولات لاستصدار قرار رسمى لمقاطعة إسرائيل أكاديميا من خلال مقترحات رسمية من الاتحادات الأكاديمية. ولكن هذا المقترح - والذى يعد لطمة - سيناقش هذا الشهر من قبل اتحاد أعضاء هيئات التدريس فى الجامعات البريطانية، وهو مختلف عن غيره، حيث إنه لا يتعلق فقط بالاحتلال ولكنه سيناقش أيضا سياسات التمييز داخل المؤسسات التعليمية الإسرائيلية. وعلقت اللجنة الاستشارية الدولية للحريات الأكاديمية قائلة إن مثل تلك المقاطعات ليس لها مكان داخل المجتمع الأكاديمى. حيث تعتبر المنح الدراسية والأبحاث المشتركة وحرية تبادل الأفكار أسس الحضارة وبدونهم لا يمكن أن تتقدم المعرفة الإنسانية
نجوان سليمان

شهرهم ناعوم تشومسكى وودى آلان اليهود الكارهون لأنفسهم.. أعداء إسرائيل

http://www.palestinesons.com/sub.php?id=1109
يبدو أن كراهية الممارسات العنصرية لدولة إسرائيل لم تعد مقصورة على الفلسطينيين وأشقائهم العرب والمتعاطفين مع قضاياهم، بل تعدتها إلى عدد كبير من اليهود أنفسهم وبعضهم يحمل الجنسية الإسرائيلية الأمر الذى يوضحه استعراض بسيط لقائمة أعداء دولة إسرائيل أو ما بات الإسرائيليون أنفسهم يطلقون عليها قائمة الكارهون لأنفسهم مؤكدين أنها تضم هؤلاء الذين لديهم رغبة مرضية للتآمر مع الأعداء وهى قائمة تضم 8000 يهودى أشهرهم المفكر الأمريكى وعالم الألسنيات الشهير ناعومى تشومسكى، والمخرج الأمريكى الأشهر وودى الان، والكاتب والناشط الحقوقى إسرائيل شاحاك، وأميرا هاس الصحفية بجريدة هآرتس. أما الأسباب التى أدت لوضعهم فى هذه القائمة فيشرحها موقع مسادا 2000 الذى يشرف عليه صهاينة متعصبون على شبكة الانترنت قائلين إن الغالبية العظمى من هولاء من الاشتراكيين والشيوعيين والفوضويين، وما يسمى بنفايات حقوق الإنسان ونشطاء السلام والعدل، وبالرغم من قلة عددهم إلا أنهم مصدر إزعاج كبير..إنهم كارهون لأنفسهم وأعداء لدولة إسرائيل ويزعم الموقع أنهم مجرد يهود تم تضليلهم، أو تعرضوا لعملية غسيل مخ نتيجة الحملات الإعلامية الموجهة ضد إسرائيل مشيرا إلى أن أغلبيتهم يعرفون الحقيقة لكنهم يكرهون إرثهم الثقافى لدرجة أن لا شئ يهمهم إلا معارضة وجود إسرائيل
الأمر الذى أثار عدة تساؤلات: من هؤلاء؟ ومن الذى صنفهم كأعداء لدولة إسرائيل؟ وما هى حقيقة نشاطاتهم التى أدت للزج بأسمائهم فى أتون قائمة أعداء دولة إسرائيل أو الكارهون لأنفسهم، حسبما يدعى بعض اليهود المتطرفين؟
فى البداية توضح كارولين جالنتر الناشطة الأسترالية فى عدد من حركات التضامن مع الشعب الفلسطينى والتى تعد من أكثر النشطاء حدة فى مهاجمة إسرائيل رأيها فى أسباب وجود أسمها فى هذه القائمة قائلة:
لست متأكدة إذا ما كان اسمى يستحق أن يوضع فى هذه القائمة فلم أشعر أننى قد فعلت الكثير تجاه القضية الفلسطينية، فقد كنت ناشطة صهيونية، وقضيت فى إسرائيل عامين 1976 1978 زرت بعدها إسرائيل مرات قليلة، لكننى تحولت فيما بين 1980-1990 لانتقاد إسرائيل التى لم ترق لى بسبب العدوان والعنصرية الموجودين داخلها. فقد كانوا يعاملوننى مثلا كمواطنة من الدرجة الثانية رغم أننى أسترالية لمجرد أننى كنت متزوجة من إسرائيلى ذى أصول مغربية.. فقد كان اليهود الغربيونالاشكيناز لا يحبذون فكرة زواج يهودية أوربية من يهودى شرقى سفارديم. بعد ذلك اشتركت فى نشاطات متعلقة بالعدالة الاجتماعية ومنها أنشطة متعلقة باللاجئين وطالبى اللجوء، ومجموعة نساء ضد حصار العراق، ويهود من أجل العدل لفلسطين، وأيضا حركة التضامن الدولية. وكنت مع ذلك أتجنب الخوض فى الشأن الفلسطينى لكن فى عام 2000 ذهبت مع وفد نسائى معارض للحصار الدولى إلى العراق، حيث تابعت حصار بيت لحم وقصف مقر عرفات ومذبحة جنين، وشعرت آنذاك أننى لا أستطيع الاستمرار فى إعلان إيمانى بالاشتراكية دون فعل شئ تجاه الوضع فى فلسطين لقد شعرت أننى بحاجة للوقوف على حقيقة ما يجرى على الجانب الآخر من الصراع، وهذا ما فعلته، إذ قررت الانضمام إلى حركة التضامن الدولية.
كنت أتجاهل القضايا الفلسطينية، فلم أكن بعد متأكدة من أن الانتهاكات الإسرائيلية أسوأ من تلك التى ترتكب فى كل أرجاء العالم. لم أكن أصدق حقيقة أن إسرائيل يمكن أن ترتكب مثل هذه الانتهاكات، ولكن بعدما قرأت العديد من الشهادات التاريخية الموثقة أدركت أن إسرائيل نفسها قامت على العنف والإرهاب، ولو عادت إلى حدود 67 أو حتى 48، فإن هذا لا ينفى أن الأرض انتزعت من شعب كان يعيش عليها بالفعل، فيما كان اليهود مجرد أقلية اصغر من أن تذكر، كما أنه من الزيف الادعاء بأن أغلب اليهود ينحدرون من هذا الجزء من العالم، ولا يوجد لهم سلسال أو حق تاريخى مستمر يربطهم بهذه الأرض.
وتعرب كارولين عن اعتقادها بأن الأعلام الغربى يدعم بقاء الأوضاع كما هى عليه بسبب عقدة الذنب المرتبطة بسلبيتهم إزاء الهولوكوست من جانب، ونتيجة لما تبدو عليه اسرائيل كحليف غربى مستقر وسط عرب لا يوثق بهم من جانب آخر. القضية إذن ليست محبة اليهود قدر ما أنها مرتبطة بكونهم الأكثر شبها وقربا للغرب من العرب.
وتشدد كارولين على أن الإسرائيليين أبلوا بلاء حسنا فى ربط الصهيونية باليهودية ومن ثم اصبح مستحيلا توجيه النقد إلى إسرائيل دون أن يرتبط ذلك بتهمة معاداة السامية، معتبرة أن هذه بوضوح سياسة مدروسة، وتقول العنصرية فى إسرائيل شئ رهيب، ومع ذلك فأنا ضد أن أصمها بالشيطان كما درج بعض أعداء السامية، ففى بريطانيا على سبيل المثال التى تعتبر نفسها ديمقراطية كما تدعى إسرائيل يمكنك أن توجه النقد للدولة دون أن تتهم بأنك من أعداء البريطانيين، لا يعد ذلك أكثر من نقد موجه للدولة. إن العنصرية موجودة فى كل مكان فى العالم. إننى لا أدعى أن معاداة السامية غير موجودة لكن المؤكد أن التلويح بها مع كل انتقاد لدولة اسرائيل ليس إلا انتهاكا لحق الناس فى الدفاع عن أنفسهم ضد العنصرية.
أما ناشطة حقوق الإنسان الأمريكية دنيا علوان ووالدها - كما يوضح اسمها - من اصل عراقى والتى تدير برنامجا يهدف إلى تشجيع اليهود الأمريكيين على زيارة الأراضى المحتلة، للكشف عن الوجه الحقيقى لممارسات قوات الاحتلال ومعاناة الشعب الفلسطينى فتعلق على القائمة قائلة:
أشعر أن تلك القائمة مجرد سخافة لا أكثر. ذلك أن المشكلة الكبرى هى الربط بين اليهودية كديانة وإسرائيل، ما أدى إلى اعتقاد البعض أن عدم دعمى للانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان والقانون الدولى يعنى أننى لست يهودية ملتزمة، وهو ما يعكس نوعا من التفكير السلطوى الذى يعد خطرا على البشرية كلها. أذكر أننى وضعت ذات مرة ملصقا على سيارتى مكتوبا فيه الصهيونية عنصرية.. أوقفوا الجدار العازل الآن فما كان من أحدهم إلا أن بادر برسم علامة النازية على سيارتى وكتب سيارة موت لنازية كل ذلك بسبب أفكارى التى اعتبرها مجرد أفكار إنسانية، فشعرت بالألم الشديد للربط بينى وبين أشخاص قتلوا عددا كبيرا من أفراد أسرتى فى بولندا رغم أن الاتهام أتانى من شخص المؤكد أنه محدود الأفق. وتؤكد دنيا علوان أن خطابات تهديد من مجهولين بسبب عملها فى دعم الفلسطينيين.
أما كيت رافائيل الناشطة فى حركة نساء دوليات، والتى تم اعتقالها وترحيلها خارج اسرائيل فى يناير 2005 وتم منعها نهائيا من دخول الاراضى المحتلة فتؤكد ل العربى أنها كثيرا ما تضحك عندما ترى اسمها فى تلك القائمة، ليس بسبب الصور التى تبدو فيها مثل سفاحة، فوجود اسمها فيها يشعروها بالفخر، بل لأن أكثر الموجودين بالقائمة لم يفعلوا شيئا سوى التوقيع على عريضة تدعم حقوق الفلسطينيين كما هو حال المخرج وودى آلان.
وعن أسباب دعمها لحقوق الشعب الفلسطينى؟ تقول كيت: ببساطة، أؤمن بحقوق كل البشر. فلو عرفت أن هناك 5إلى 6 ملايين لاجئ، حرموا من حق العودة لديارهم، وأن قوات الاحتلال قتلت حوالى 5000 مدنى معظمهم من الأطفال، وهدمت 7000 بيت، وفرضت حصارا يمنع حرية التنقل من مدينة إلى أخرى أو من قرية إلى قرية مجاورة خلال 4 سنوات فقط، سيكون من المنطقى أن أفكر فيما يمكننى عمله تجاه ذلك. إذا سمعت أن هناك دولة تنكر حقوقك القانونية ولا تمنح المواطنة الكاملة ل20% من سكانها حتى هؤلاء الذين ولدوا على أرضها بسبب اختلافهم فى العرق والدين. فالمؤكد أننى سأعتبر أن هذا ليس عدلا.ومن ثم لا أقدر أن أدير ظهرى لهذه الجرائم لمجرد أن صلة ما تربطنى بالأشخاص الذين يرتكبونها. فقط كنت أتمنى ألا يكونوا كذلك، وألا يفكروا أن هذا الطريق هو الوسيلة لحماية اليهود لأنه واضح جدا أنه ليس كذلك.
أما الجزء الساخر والمحزن فى المسألة على حد تعبير كيت فهو أن إسرائيل والداعمون لها ومن بينهم عائلتى هم الأشخاص أنفسهم الذين يلحقوا الأذى باليهود متذرعين بالهوية اليهودية كسبب لما يرتكبوه من ممارسات ظالمة وقاسية. لو افترضت أن أحد أقاربى يرتكب جرائم قتل، يمكننى أن أساعده على المستوى الشخصى لكن هذا لا يعنى أن أدعمه فيما يفعل أو أن أدافع عما أقترفه، الأمر الذى ينسحب على علاقتى باليهود الصهاينة، أنا لا أكره هويتى أو هويتهم كيهود لكننى فى نفس الوقت لا أستطيع أن أدعم أو أدافع عن تصرفاتهم. أؤمن أن مسئوليتى هو محاولة تغيير رؤيتهم.

نجوان سليمان