http://www.palestinesons.com/sub.php?id=1109
يبدو أن كراهية الممارسات العنصرية لدولة إسرائيل لم تعد مقصورة على الفلسطينيين وأشقائهم العرب والمتعاطفين مع قضاياهم، بل تعدتها إلى عدد كبير من اليهود أنفسهم وبعضهم يحمل الجنسية الإسرائيلية الأمر الذى يوضحه استعراض بسيط لقائمة أعداء دولة إسرائيل أو ما بات الإسرائيليون أنفسهم يطلقون عليها قائمة الكارهون لأنفسهم مؤكدين أنها تضم هؤلاء الذين لديهم رغبة مرضية للتآمر مع الأعداء وهى قائمة تضم 8000 يهودى أشهرهم المفكر الأمريكى وعالم الألسنيات الشهير ناعومى تشومسكى، والمخرج الأمريكى الأشهر وودى الان، والكاتب والناشط الحقوقى إسرائيل شاحاك، وأميرا هاس الصحفية بجريدة هآرتس. أما الأسباب التى أدت لوضعهم فى هذه القائمة فيشرحها موقع مسادا 2000 الذى يشرف عليه صهاينة متعصبون على شبكة الانترنت قائلين إن الغالبية العظمى من هولاء من الاشتراكيين والشيوعيين والفوضويين، وما يسمى بنفايات حقوق الإنسان ونشطاء السلام والعدل، وبالرغم من قلة عددهم إلا أنهم مصدر إزعاج كبير..إنهم كارهون لأنفسهم وأعداء لدولة إسرائيل ويزعم الموقع أنهم مجرد يهود تم تضليلهم، أو تعرضوا لعملية غسيل مخ نتيجة الحملات الإعلامية الموجهة ضد إسرائيل مشيرا إلى أن أغلبيتهم يعرفون الحقيقة لكنهم يكرهون إرثهم الثقافى لدرجة أن لا شئ يهمهم إلا معارضة وجود إسرائيل
الأمر الذى أثار عدة تساؤلات: من هؤلاء؟ ومن الذى صنفهم كأعداء لدولة إسرائيل؟ وما هى حقيقة نشاطاتهم التى أدت للزج بأسمائهم فى أتون قائمة أعداء دولة إسرائيل أو الكارهون لأنفسهم، حسبما يدعى بعض اليهود المتطرفين؟
فى البداية توضح كارولين جالنتر الناشطة الأسترالية فى عدد من حركات التضامن مع الشعب الفلسطينى والتى تعد من أكثر النشطاء حدة فى مهاجمة إسرائيل رأيها فى أسباب وجود أسمها فى هذه القائمة قائلة:
لست متأكدة إذا ما كان اسمى يستحق أن يوضع فى هذه القائمة فلم أشعر أننى قد فعلت الكثير تجاه القضية الفلسطينية، فقد كنت ناشطة صهيونية، وقضيت فى إسرائيل عامين 1976 1978 زرت بعدها إسرائيل مرات قليلة، لكننى تحولت فيما بين 1980-1990 لانتقاد إسرائيل التى لم ترق لى بسبب العدوان والعنصرية الموجودين داخلها. فقد كانوا يعاملوننى مثلا كمواطنة من الدرجة الثانية رغم أننى أسترالية لمجرد أننى كنت متزوجة من إسرائيلى ذى أصول مغربية.. فقد كان اليهود الغربيونالاشكيناز لا يحبذون فكرة زواج يهودية أوربية من يهودى شرقى سفارديم. بعد ذلك اشتركت فى نشاطات متعلقة بالعدالة الاجتماعية ومنها أنشطة متعلقة باللاجئين وطالبى اللجوء، ومجموعة نساء ضد حصار العراق، ويهود من أجل العدل لفلسطين، وأيضا حركة التضامن الدولية. وكنت مع ذلك أتجنب الخوض فى الشأن الفلسطينى لكن فى عام 2000 ذهبت مع وفد نسائى معارض للحصار الدولى إلى العراق، حيث تابعت حصار بيت لحم وقصف مقر عرفات ومذبحة جنين، وشعرت آنذاك أننى لا أستطيع الاستمرار فى إعلان إيمانى بالاشتراكية دون فعل شئ تجاه الوضع فى فلسطين لقد شعرت أننى بحاجة للوقوف على حقيقة ما يجرى على الجانب الآخر من الصراع، وهذا ما فعلته، إذ قررت الانضمام إلى حركة التضامن الدولية.
كنت أتجاهل القضايا الفلسطينية، فلم أكن بعد متأكدة من أن الانتهاكات الإسرائيلية أسوأ من تلك التى ترتكب فى كل أرجاء العالم. لم أكن أصدق حقيقة أن إسرائيل يمكن أن ترتكب مثل هذه الانتهاكات، ولكن بعدما قرأت العديد من الشهادات التاريخية الموثقة أدركت أن إسرائيل نفسها قامت على العنف والإرهاب، ولو عادت إلى حدود 67 أو حتى 48، فإن هذا لا ينفى أن الأرض انتزعت من شعب كان يعيش عليها بالفعل، فيما كان اليهود مجرد أقلية اصغر من أن تذكر، كما أنه من الزيف الادعاء بأن أغلب اليهود ينحدرون من هذا الجزء من العالم، ولا يوجد لهم سلسال أو حق تاريخى مستمر يربطهم بهذه الأرض.
وتعرب كارولين عن اعتقادها بأن الأعلام الغربى يدعم بقاء الأوضاع كما هى عليه بسبب عقدة الذنب المرتبطة بسلبيتهم إزاء الهولوكوست من جانب، ونتيجة لما تبدو عليه اسرائيل كحليف غربى مستقر وسط عرب لا يوثق بهم من جانب آخر. القضية إذن ليست محبة اليهود قدر ما أنها مرتبطة بكونهم الأكثر شبها وقربا للغرب من العرب.
وتشدد كارولين على أن الإسرائيليين أبلوا بلاء حسنا فى ربط الصهيونية باليهودية ومن ثم اصبح مستحيلا توجيه النقد إلى إسرائيل دون أن يرتبط ذلك بتهمة معاداة السامية، معتبرة أن هذه بوضوح سياسة مدروسة، وتقول العنصرية فى إسرائيل شئ رهيب، ومع ذلك فأنا ضد أن أصمها بالشيطان كما درج بعض أعداء السامية، ففى بريطانيا على سبيل المثال التى تعتبر نفسها ديمقراطية كما تدعى إسرائيل يمكنك أن توجه النقد للدولة دون أن تتهم بأنك من أعداء البريطانيين، لا يعد ذلك أكثر من نقد موجه للدولة. إن العنصرية موجودة فى كل مكان فى العالم. إننى لا أدعى أن معاداة السامية غير موجودة لكن المؤكد أن التلويح بها مع كل انتقاد لدولة اسرائيل ليس إلا انتهاكا لحق الناس فى الدفاع عن أنفسهم ضد العنصرية.
أما ناشطة حقوق الإنسان الأمريكية دنيا علوان ووالدها - كما يوضح اسمها - من اصل عراقى والتى تدير برنامجا يهدف إلى تشجيع اليهود الأمريكيين على زيارة الأراضى المحتلة، للكشف عن الوجه الحقيقى لممارسات قوات الاحتلال ومعاناة الشعب الفلسطينى فتعلق على القائمة قائلة:
أشعر أن تلك القائمة مجرد سخافة لا أكثر. ذلك أن المشكلة الكبرى هى الربط بين اليهودية كديانة وإسرائيل، ما أدى إلى اعتقاد البعض أن عدم دعمى للانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان والقانون الدولى يعنى أننى لست يهودية ملتزمة، وهو ما يعكس نوعا من التفكير السلطوى الذى يعد خطرا على البشرية كلها. أذكر أننى وضعت ذات مرة ملصقا على سيارتى مكتوبا فيه الصهيونية عنصرية.. أوقفوا الجدار العازل الآن فما كان من أحدهم إلا أن بادر برسم علامة النازية على سيارتى وكتب سيارة موت لنازية كل ذلك بسبب أفكارى التى اعتبرها مجرد أفكار إنسانية، فشعرت بالألم الشديد للربط بينى وبين أشخاص قتلوا عددا كبيرا من أفراد أسرتى فى بولندا رغم أن الاتهام أتانى من شخص المؤكد أنه محدود الأفق. وتؤكد دنيا علوان أن خطابات تهديد من مجهولين بسبب عملها فى دعم الفلسطينيين.
أما كيت رافائيل الناشطة فى حركة نساء دوليات، والتى تم اعتقالها وترحيلها خارج اسرائيل فى يناير 2005 وتم منعها نهائيا من دخول الاراضى المحتلة فتؤكد ل العربى أنها كثيرا ما تضحك عندما ترى اسمها فى تلك القائمة، ليس بسبب الصور التى تبدو فيها مثل سفاحة، فوجود اسمها فيها يشعروها بالفخر، بل لأن أكثر الموجودين بالقائمة لم يفعلوا شيئا سوى التوقيع على عريضة تدعم حقوق الفلسطينيين كما هو حال المخرج وودى آلان.
وعن أسباب دعمها لحقوق الشعب الفلسطينى؟ تقول كيت: ببساطة، أؤمن بحقوق كل البشر. فلو عرفت أن هناك 5إلى 6 ملايين لاجئ، حرموا من حق العودة لديارهم، وأن قوات الاحتلال قتلت حوالى 5000 مدنى معظمهم من الأطفال، وهدمت 7000 بيت، وفرضت حصارا يمنع حرية التنقل من مدينة إلى أخرى أو من قرية إلى قرية مجاورة خلال 4 سنوات فقط، سيكون من المنطقى أن أفكر فيما يمكننى عمله تجاه ذلك. إذا سمعت أن هناك دولة تنكر حقوقك القانونية ولا تمنح المواطنة الكاملة ل20% من سكانها حتى هؤلاء الذين ولدوا على أرضها بسبب اختلافهم فى العرق والدين. فالمؤكد أننى سأعتبر أن هذا ليس عدلا.ومن ثم لا أقدر أن أدير ظهرى لهذه الجرائم لمجرد أن صلة ما تربطنى بالأشخاص الذين يرتكبونها. فقط كنت أتمنى ألا يكونوا كذلك، وألا يفكروا أن هذا الطريق هو الوسيلة لحماية اليهود لأنه واضح جدا أنه ليس كذلك.
أما الجزء الساخر والمحزن فى المسألة على حد تعبير كيت فهو أن إسرائيل والداعمون لها ومن بينهم عائلتى هم الأشخاص أنفسهم الذين يلحقوا الأذى باليهود متذرعين بالهوية اليهودية كسبب لما يرتكبوه من ممارسات ظالمة وقاسية. لو افترضت أن أحد أقاربى يرتكب جرائم قتل، يمكننى أن أساعده على المستوى الشخصى لكن هذا لا يعنى أن أدعمه فيما يفعل أو أن أدافع عما أقترفه، الأمر الذى ينسحب على علاقتى باليهود الصهاينة، أنا لا أكره هويتى أو هويتهم كيهود لكننى فى نفس الوقت لا أستطيع أن أدعم أو أدافع عن تصرفاتهم. أؤمن أن مسئوليتى هو محاولة تغيير رؤيتهم.
نجوان سليمان
يبدو أن كراهية الممارسات العنصرية لدولة إسرائيل لم تعد مقصورة على الفلسطينيين وأشقائهم العرب والمتعاطفين مع قضاياهم، بل تعدتها إلى عدد كبير من اليهود أنفسهم وبعضهم يحمل الجنسية الإسرائيلية الأمر الذى يوضحه استعراض بسيط لقائمة أعداء دولة إسرائيل أو ما بات الإسرائيليون أنفسهم يطلقون عليها قائمة الكارهون لأنفسهم مؤكدين أنها تضم هؤلاء الذين لديهم رغبة مرضية للتآمر مع الأعداء وهى قائمة تضم 8000 يهودى أشهرهم المفكر الأمريكى وعالم الألسنيات الشهير ناعومى تشومسكى، والمخرج الأمريكى الأشهر وودى الان، والكاتب والناشط الحقوقى إسرائيل شاحاك، وأميرا هاس الصحفية بجريدة هآرتس. أما الأسباب التى أدت لوضعهم فى هذه القائمة فيشرحها موقع مسادا 2000 الذى يشرف عليه صهاينة متعصبون على شبكة الانترنت قائلين إن الغالبية العظمى من هولاء من الاشتراكيين والشيوعيين والفوضويين، وما يسمى بنفايات حقوق الإنسان ونشطاء السلام والعدل، وبالرغم من قلة عددهم إلا أنهم مصدر إزعاج كبير..إنهم كارهون لأنفسهم وأعداء لدولة إسرائيل ويزعم الموقع أنهم مجرد يهود تم تضليلهم، أو تعرضوا لعملية غسيل مخ نتيجة الحملات الإعلامية الموجهة ضد إسرائيل مشيرا إلى أن أغلبيتهم يعرفون الحقيقة لكنهم يكرهون إرثهم الثقافى لدرجة أن لا شئ يهمهم إلا معارضة وجود إسرائيل
الأمر الذى أثار عدة تساؤلات: من هؤلاء؟ ومن الذى صنفهم كأعداء لدولة إسرائيل؟ وما هى حقيقة نشاطاتهم التى أدت للزج بأسمائهم فى أتون قائمة أعداء دولة إسرائيل أو الكارهون لأنفسهم، حسبما يدعى بعض اليهود المتطرفين؟
فى البداية توضح كارولين جالنتر الناشطة الأسترالية فى عدد من حركات التضامن مع الشعب الفلسطينى والتى تعد من أكثر النشطاء حدة فى مهاجمة إسرائيل رأيها فى أسباب وجود أسمها فى هذه القائمة قائلة:
لست متأكدة إذا ما كان اسمى يستحق أن يوضع فى هذه القائمة فلم أشعر أننى قد فعلت الكثير تجاه القضية الفلسطينية، فقد كنت ناشطة صهيونية، وقضيت فى إسرائيل عامين 1976 1978 زرت بعدها إسرائيل مرات قليلة، لكننى تحولت فيما بين 1980-1990 لانتقاد إسرائيل التى لم ترق لى بسبب العدوان والعنصرية الموجودين داخلها. فقد كانوا يعاملوننى مثلا كمواطنة من الدرجة الثانية رغم أننى أسترالية لمجرد أننى كنت متزوجة من إسرائيلى ذى أصول مغربية.. فقد كان اليهود الغربيونالاشكيناز لا يحبذون فكرة زواج يهودية أوربية من يهودى شرقى سفارديم. بعد ذلك اشتركت فى نشاطات متعلقة بالعدالة الاجتماعية ومنها أنشطة متعلقة باللاجئين وطالبى اللجوء، ومجموعة نساء ضد حصار العراق، ويهود من أجل العدل لفلسطين، وأيضا حركة التضامن الدولية. وكنت مع ذلك أتجنب الخوض فى الشأن الفلسطينى لكن فى عام 2000 ذهبت مع وفد نسائى معارض للحصار الدولى إلى العراق، حيث تابعت حصار بيت لحم وقصف مقر عرفات ومذبحة جنين، وشعرت آنذاك أننى لا أستطيع الاستمرار فى إعلان إيمانى بالاشتراكية دون فعل شئ تجاه الوضع فى فلسطين لقد شعرت أننى بحاجة للوقوف على حقيقة ما يجرى على الجانب الآخر من الصراع، وهذا ما فعلته، إذ قررت الانضمام إلى حركة التضامن الدولية.
كنت أتجاهل القضايا الفلسطينية، فلم أكن بعد متأكدة من أن الانتهاكات الإسرائيلية أسوأ من تلك التى ترتكب فى كل أرجاء العالم. لم أكن أصدق حقيقة أن إسرائيل يمكن أن ترتكب مثل هذه الانتهاكات، ولكن بعدما قرأت العديد من الشهادات التاريخية الموثقة أدركت أن إسرائيل نفسها قامت على العنف والإرهاب، ولو عادت إلى حدود 67 أو حتى 48، فإن هذا لا ينفى أن الأرض انتزعت من شعب كان يعيش عليها بالفعل، فيما كان اليهود مجرد أقلية اصغر من أن تذكر، كما أنه من الزيف الادعاء بأن أغلب اليهود ينحدرون من هذا الجزء من العالم، ولا يوجد لهم سلسال أو حق تاريخى مستمر يربطهم بهذه الأرض.
وتعرب كارولين عن اعتقادها بأن الأعلام الغربى يدعم بقاء الأوضاع كما هى عليه بسبب عقدة الذنب المرتبطة بسلبيتهم إزاء الهولوكوست من جانب، ونتيجة لما تبدو عليه اسرائيل كحليف غربى مستقر وسط عرب لا يوثق بهم من جانب آخر. القضية إذن ليست محبة اليهود قدر ما أنها مرتبطة بكونهم الأكثر شبها وقربا للغرب من العرب.
وتشدد كارولين على أن الإسرائيليين أبلوا بلاء حسنا فى ربط الصهيونية باليهودية ومن ثم اصبح مستحيلا توجيه النقد إلى إسرائيل دون أن يرتبط ذلك بتهمة معاداة السامية، معتبرة أن هذه بوضوح سياسة مدروسة، وتقول العنصرية فى إسرائيل شئ رهيب، ومع ذلك فأنا ضد أن أصمها بالشيطان كما درج بعض أعداء السامية، ففى بريطانيا على سبيل المثال التى تعتبر نفسها ديمقراطية كما تدعى إسرائيل يمكنك أن توجه النقد للدولة دون أن تتهم بأنك من أعداء البريطانيين، لا يعد ذلك أكثر من نقد موجه للدولة. إن العنصرية موجودة فى كل مكان فى العالم. إننى لا أدعى أن معاداة السامية غير موجودة لكن المؤكد أن التلويح بها مع كل انتقاد لدولة اسرائيل ليس إلا انتهاكا لحق الناس فى الدفاع عن أنفسهم ضد العنصرية.
أما ناشطة حقوق الإنسان الأمريكية دنيا علوان ووالدها - كما يوضح اسمها - من اصل عراقى والتى تدير برنامجا يهدف إلى تشجيع اليهود الأمريكيين على زيارة الأراضى المحتلة، للكشف عن الوجه الحقيقى لممارسات قوات الاحتلال ومعاناة الشعب الفلسطينى فتعلق على القائمة قائلة:
أشعر أن تلك القائمة مجرد سخافة لا أكثر. ذلك أن المشكلة الكبرى هى الربط بين اليهودية كديانة وإسرائيل، ما أدى إلى اعتقاد البعض أن عدم دعمى للانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان والقانون الدولى يعنى أننى لست يهودية ملتزمة، وهو ما يعكس نوعا من التفكير السلطوى الذى يعد خطرا على البشرية كلها. أذكر أننى وضعت ذات مرة ملصقا على سيارتى مكتوبا فيه الصهيونية عنصرية.. أوقفوا الجدار العازل الآن فما كان من أحدهم إلا أن بادر برسم علامة النازية على سيارتى وكتب سيارة موت لنازية كل ذلك بسبب أفكارى التى اعتبرها مجرد أفكار إنسانية، فشعرت بالألم الشديد للربط بينى وبين أشخاص قتلوا عددا كبيرا من أفراد أسرتى فى بولندا رغم أن الاتهام أتانى من شخص المؤكد أنه محدود الأفق. وتؤكد دنيا علوان أن خطابات تهديد من مجهولين بسبب عملها فى دعم الفلسطينيين.
أما كيت رافائيل الناشطة فى حركة نساء دوليات، والتى تم اعتقالها وترحيلها خارج اسرائيل فى يناير 2005 وتم منعها نهائيا من دخول الاراضى المحتلة فتؤكد ل العربى أنها كثيرا ما تضحك عندما ترى اسمها فى تلك القائمة، ليس بسبب الصور التى تبدو فيها مثل سفاحة، فوجود اسمها فيها يشعروها بالفخر، بل لأن أكثر الموجودين بالقائمة لم يفعلوا شيئا سوى التوقيع على عريضة تدعم حقوق الفلسطينيين كما هو حال المخرج وودى آلان.
وعن أسباب دعمها لحقوق الشعب الفلسطينى؟ تقول كيت: ببساطة، أؤمن بحقوق كل البشر. فلو عرفت أن هناك 5إلى 6 ملايين لاجئ، حرموا من حق العودة لديارهم، وأن قوات الاحتلال قتلت حوالى 5000 مدنى معظمهم من الأطفال، وهدمت 7000 بيت، وفرضت حصارا يمنع حرية التنقل من مدينة إلى أخرى أو من قرية إلى قرية مجاورة خلال 4 سنوات فقط، سيكون من المنطقى أن أفكر فيما يمكننى عمله تجاه ذلك. إذا سمعت أن هناك دولة تنكر حقوقك القانونية ولا تمنح المواطنة الكاملة ل20% من سكانها حتى هؤلاء الذين ولدوا على أرضها بسبب اختلافهم فى العرق والدين. فالمؤكد أننى سأعتبر أن هذا ليس عدلا.ومن ثم لا أقدر أن أدير ظهرى لهذه الجرائم لمجرد أن صلة ما تربطنى بالأشخاص الذين يرتكبونها. فقط كنت أتمنى ألا يكونوا كذلك، وألا يفكروا أن هذا الطريق هو الوسيلة لحماية اليهود لأنه واضح جدا أنه ليس كذلك.
أما الجزء الساخر والمحزن فى المسألة على حد تعبير كيت فهو أن إسرائيل والداعمون لها ومن بينهم عائلتى هم الأشخاص أنفسهم الذين يلحقوا الأذى باليهود متذرعين بالهوية اليهودية كسبب لما يرتكبوه من ممارسات ظالمة وقاسية. لو افترضت أن أحد أقاربى يرتكب جرائم قتل، يمكننى أن أساعده على المستوى الشخصى لكن هذا لا يعنى أن أدعمه فيما يفعل أو أن أدافع عما أقترفه، الأمر الذى ينسحب على علاقتى باليهود الصهاينة، أنا لا أكره هويتى أو هويتهم كيهود لكننى فى نفس الوقت لا أستطيع أن أدعم أو أدافع عن تصرفاتهم. أؤمن أن مسئوليتى هو محاولة تغيير رؤيتهم.
نجوان سليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق