http://www.al-araby.com/docs/article1470.html
صرح الرئيس بوش أنه منزعج مما وصله من أنباء عن مذبحة الحديثة قائلا لابد من معاقبة الجناة ولكن المؤكد انه بعد شهور أو ربما سنوات ستتلاشى كل هذه التصريحات، ولن تخطر على باله أو بال مساعديه إذا ما كان النصر حليفهم. وبالطبع سيسارع نفر غير قليل من هؤلاء باتهام اجهزة الإعلام بترويج أخبار غير صحيحة، ليس بسبب كشفها عن المذبحة بل لتجاهلها أن 99.9 % من الجنود الأمريكيين احترموا القواعد ولم يرتكبوا أية أخطاء. ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هل كانت الحديثةمذبحة عارضة؟ المؤكد ان الاجابة بالنفى . فرغم ان البعض يرى ان الإدارة الأمريكية تعتبر الحديثة مذبحة عارضة ارتكبتها فصيلة من الكتيبة الثالثة بقوات المارينز، وهو ما لا يمثل بالضرورة إحراجا للجيش الأمريكى أو يكشف عن الجانب الخفى للحرب فى العراق الا ان البعض يعتبر استهداف المدنيين شيئاً معتاداً، ولا توجد أساساً آليات للمحاسبة عن تلك التصرفات. ولكننى أرى أن الأمر ابعد من ذلك إن ما حدث فى الحديثة هو جريمة قتل بدم بارد أبرزت مدى تأثر الجنود الأمريكيين وقوات المارينز بتلك الادعاءات المتعلقة بطبيعة العدو والحرب فى العراق وهو ما يجعلهم غير قادرين حتى على التفرقة بين المسلحين والمدنيين. وخلال الأيام القليلة الماضية سمعت بعض التعليقات على ارتكاب تلك المجزرة فقد كتب روبرت إن القوات الأمريكية تستخدم الأسلوب الدفاعى، اذ تقوم باحتلال بعض النقاط الإستراتيجية ولكنها لا تستطيع الاحتفاظ بها طويلاً وهو ما يخلق شعوراً بالإحباط الشديد لدى الجنود، فالجندى هو إنسان مثلى ومثلك من الممكن أن يتحول إلى ماكينة مقاتلة لا تفرق بين مسلح أو مدنى، وهو ما يحدث عندما نزج هؤلاء الرجال والنساء فى أماكن ملتهبة لا نستطيع تأمينهم فيها. أما البحار الأمريكى ريان والذى يعمل فى العراق فقد علق قائلا لا اهتم إذا كان المارينز انتهكوا قوانين الحرب، لكننى لا أستطيع ان أطالب بمحاسبتهم أما بالنسبة لبعض المراسلين ومن بينهم دى آر تى فقد تساءلت هل سنستمر فى الإدعاء أن جرائم الحرب التى ارتكبها الأمريكيون ليست جرائم حرب ولكنها أخطاء غير مقصودة وبتلقائية وصف الكثيرون تصرفات قوات المارينز والحكومة الأمريكية فى العراق بجرائم حرب وحشية ضد الإنسانية فها هو أحدهم يعلق قائلا إذا ما ارتكب المارينز جرائم وحشية أو جرائم حرب فلابد أن تتم معاقبتهم، ولكن الأكثر أهمية هو كيف نمنع حدوث حديثة جديدة مستقبلاً ما حدث فى هذه المذبحة سيستخدمه الكثيرون سواء كانوا من المؤيدين لبقاء القوات الأمريكية فى العراق أو المطالبين بانسحابها، ولقد كنت واحداً من هؤلاء، فقد كنت ومازلت اعتقد أن تلك الحرب بدون فائدة ..إننى لم أسمع من قبل جدلاً يقنعنى أن القوات الأمريكية قد حققت تقدما ملموساً، فالانسحاب التدريجى من الممكن أن يخفف تداعيات مغادرة القوات الأمريكية للعراق. إن مذبحة الحديثة لا تعنى خسارة الحرب كما أنها فى نفس الوقت لا تعنى تشتيت القلوب والعقول فى البلاد . إن الشارع العراقى لا يمكن أن يكون سعيداً برؤية الجنود الأمريكيين يضغطون على زناد بنادقهم ويصوبون رصاصاتهم بعشوائية إلى المدنيين العراقيين. فالسفير العراقى بالولايات المتحدة نفسه حكى عن كيفية قتل المارينز - بدم بارد - واحداً من أبناء عمومته لم يكن قد تجاوز 21 ربيعاً خلال عملية مداهمة لبيت العائلة. أما قائد القوات الأمريكية فى العراق الجنرال بيتر تشيريلى فقد اكتفى باعلان ان قواته تعتزم إجراء تدريبات إضافية للجنود الأجانب الخاضعين للقيادة الأمريكية، مشيراً إلى أن هذه التدريبات تتعلق بالسلوك والتصرف الأخلاقى فى ساحات المعركة.
نجوان سليمان
صرح الرئيس بوش أنه منزعج مما وصله من أنباء عن مذبحة الحديثة قائلا لابد من معاقبة الجناة ولكن المؤكد انه بعد شهور أو ربما سنوات ستتلاشى كل هذه التصريحات، ولن تخطر على باله أو بال مساعديه إذا ما كان النصر حليفهم. وبالطبع سيسارع نفر غير قليل من هؤلاء باتهام اجهزة الإعلام بترويج أخبار غير صحيحة، ليس بسبب كشفها عن المذبحة بل لتجاهلها أن 99.9 % من الجنود الأمريكيين احترموا القواعد ولم يرتكبوا أية أخطاء. ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هل كانت الحديثةمذبحة عارضة؟ المؤكد ان الاجابة بالنفى . فرغم ان البعض يرى ان الإدارة الأمريكية تعتبر الحديثة مذبحة عارضة ارتكبتها فصيلة من الكتيبة الثالثة بقوات المارينز، وهو ما لا يمثل بالضرورة إحراجا للجيش الأمريكى أو يكشف عن الجانب الخفى للحرب فى العراق الا ان البعض يعتبر استهداف المدنيين شيئاً معتاداً، ولا توجد أساساً آليات للمحاسبة عن تلك التصرفات. ولكننى أرى أن الأمر ابعد من ذلك إن ما حدث فى الحديثة هو جريمة قتل بدم بارد أبرزت مدى تأثر الجنود الأمريكيين وقوات المارينز بتلك الادعاءات المتعلقة بطبيعة العدو والحرب فى العراق وهو ما يجعلهم غير قادرين حتى على التفرقة بين المسلحين والمدنيين. وخلال الأيام القليلة الماضية سمعت بعض التعليقات على ارتكاب تلك المجزرة فقد كتب روبرت إن القوات الأمريكية تستخدم الأسلوب الدفاعى، اذ تقوم باحتلال بعض النقاط الإستراتيجية ولكنها لا تستطيع الاحتفاظ بها طويلاً وهو ما يخلق شعوراً بالإحباط الشديد لدى الجنود، فالجندى هو إنسان مثلى ومثلك من الممكن أن يتحول إلى ماكينة مقاتلة لا تفرق بين مسلح أو مدنى، وهو ما يحدث عندما نزج هؤلاء الرجال والنساء فى أماكن ملتهبة لا نستطيع تأمينهم فيها. أما البحار الأمريكى ريان والذى يعمل فى العراق فقد علق قائلا لا اهتم إذا كان المارينز انتهكوا قوانين الحرب، لكننى لا أستطيع ان أطالب بمحاسبتهم أما بالنسبة لبعض المراسلين ومن بينهم دى آر تى فقد تساءلت هل سنستمر فى الإدعاء أن جرائم الحرب التى ارتكبها الأمريكيون ليست جرائم حرب ولكنها أخطاء غير مقصودة وبتلقائية وصف الكثيرون تصرفات قوات المارينز والحكومة الأمريكية فى العراق بجرائم حرب وحشية ضد الإنسانية فها هو أحدهم يعلق قائلا إذا ما ارتكب المارينز جرائم وحشية أو جرائم حرب فلابد أن تتم معاقبتهم، ولكن الأكثر أهمية هو كيف نمنع حدوث حديثة جديدة مستقبلاً ما حدث فى هذه المذبحة سيستخدمه الكثيرون سواء كانوا من المؤيدين لبقاء القوات الأمريكية فى العراق أو المطالبين بانسحابها، ولقد كنت واحداً من هؤلاء، فقد كنت ومازلت اعتقد أن تلك الحرب بدون فائدة ..إننى لم أسمع من قبل جدلاً يقنعنى أن القوات الأمريكية قد حققت تقدما ملموساً، فالانسحاب التدريجى من الممكن أن يخفف تداعيات مغادرة القوات الأمريكية للعراق. إن مذبحة الحديثة لا تعنى خسارة الحرب كما أنها فى نفس الوقت لا تعنى تشتيت القلوب والعقول فى البلاد . إن الشارع العراقى لا يمكن أن يكون سعيداً برؤية الجنود الأمريكيين يضغطون على زناد بنادقهم ويصوبون رصاصاتهم بعشوائية إلى المدنيين العراقيين. فالسفير العراقى بالولايات المتحدة نفسه حكى عن كيفية قتل المارينز - بدم بارد - واحداً من أبناء عمومته لم يكن قد تجاوز 21 ربيعاً خلال عملية مداهمة لبيت العائلة. أما قائد القوات الأمريكية فى العراق الجنرال بيتر تشيريلى فقد اكتفى باعلان ان قواته تعتزم إجراء تدريبات إضافية للجنود الأجانب الخاضعين للقيادة الأمريكية، مشيراً إلى أن هذه التدريبات تتعلق بالسلوك والتصرف الأخلاقى فى ساحات المعركة.
نجوان سليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق