http://www.al-araby.com/docs/article1043.html
فى الوقت الذى تحيى فيه إسرائيل الذكرى السنوية لضحايا الهولوكست، باذلة أقصى ما فى وسعها لإثبات أن دولة أسرائيل هى المكان الآمن الوحيد فى العالم الذى يمكن أن يعيش فيه اليهود بسلام، تتنكر لحقيقة أن ثلث ضحايا الهولوكست الذين هاجروا إلى إسرائيل ومازلوا على قيد الحياة يعيشون تحت خط الفقر.. ويؤكد أغلبهم أنهم حتى الآن لم يتسلموا نصيبهم من التعويضات الألمانية والتى بلغت 80 مليار دولار. ففى تحقيق نشرته لورى كوبنز عن الذكرى السنوية لضحايا الهولوكوست، ذكرت أنه يوجد بإسرائيل ما يقرب من 90 ألف ناج من معسكرات الإعتقال الألمانية يعيش ثلثهم تقريبا طبقا للإحصاءات الرسمية تحت خط الفقر، ورغم أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تلقت حتى الآن 80 مليار دولار من ألمانيا، بواقع 326 مليون دولار سنويا، كان من المفترض أن توصلها إلى الناجين، إلا أن الكثير من هؤلاء قد أكدوا لها أنهم لم يتلقوا شيئا من هذه المساعدات فيما أكد البعض الآخر أنه تلقى مساعدات زهيدة، لا تتناسب مع حجم ما تحصل عليه إسرائيل من تعويضات، حيث كان من المفترض أن يبلغ نصيب كل ناج ما يقرب من 3622 دولارا أمريكيا سنويا، إلا أن 10 آلاف ناج لا يتلقون حتى الخدمات الطبية المجانية مع أنهم من الفقراء.وفى هذا الإطار تقول جيزلا بورج الأرملة التى تبلغ من العمر 83 عاما بعد إطلاق سراحى من أحد المعسكرات النازية فكرت أن إسرائيل ستكون المكان الأكثر أمنا بالنسبة لى إلا أننى الآن أدركت أننى كنت واهمة فأنا لا استطيع سداد فواتيرى العلاجية أو التنقل بتاكسى لتكلفته العالية، كما أننى أحتاج إلى اصلاح تليفزيوني، ولا أظن أننى سأزور طبيب الأسنان فى القريب رغم حاجتى الملحة إليه فإصلاح التليفزيون والذى يعتبر وسيلة تسليتى الوحيدة أهم، فهو نافذتى الوحيدة التى أتمكن عبرها من مشاهدة القنوات الفضائية المجرية التى تذكرنى دائما بوطنى الحبيب.وفى التحقيق تصف لورين أيضا مظاهر إحياء الذكرى السنوية لضحايا الهولوكست التى أقامتها إسرائيل عشية يوم الاثنين الماضي، وأقفلت فيها البارات والنوادى الليلية، وأسهبت محطات الإذاعة والتليفزيون الإسرائيلية فى عرض قصص الناجين وتحذيرات المسئولين الإسرائيليين من أن معاداة السامية لا تزال موجودة فى العالم، وأن إسرائيل هى الملاذ الآمن مؤكدين أن الحفاظ على أمن إسرائيل هو الوسيلة الوحيدة لحمايتهم، حتى إن موشيه كاتساف رئيس إسرائيل ذكر فى خطابه الذى ألقاه فى التأبين الرسمى السنوى للضحايا إنه على الدول الغربية أن تقف فى مواجهة الدول التى تسعى لامتلاك قوة نووية لتحطيم إسرائيل، الغريب أنه لم يخص إيران بالذكر، وقد انتهت المراسم صباح يوم الثلاثاء بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح ضحايا الهولوكست. من ضمن التعليقات العديدة على التحقيق، علقت مواطنة إسرائيلية قائلة إن فى إحياء إسرائيل للذكرى السنوية لضحايا الهولوكوست فى الوقت الذى تتغافل فيه عن أبسط حقوقهم المعيشية والإنسانية ما يعكس نوعا من الرياء غير غريب على الحكومة الإسرائيلية، فإحياء الذكرى ليس إلا جزءا من صناعة الهولوكست.. إنه بوضوح أكثر استجداء للمشاعر فى محاولة لإقناع العالم بحاجة اليهود لوطن قومى وتذكيرهم بمأساتهم.. الحقيقة الواضحة للعيان أن حكومات إسرائيل المتعاقبة لديها نهم شرس للتوسع. إن إسرائيل هى أقل الدول الغربية أمانا لليهود، فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية لم يقتل هذا العدد من اليهود فى أى مكان بالعالم باستثناء إسرائيل، علاوة على ذلك، أنها تحيا بحد السيف وتضحى بشبابها وترتكب ممارسات التطهير العرقى بصورة منتظمة للفلسطينيين، والكثير من اليهود حول العالم لا يباركون سياستها العنصرية، أما المساكين الناجين من الهولوكست والذين صدقوا أنها ستكون ملجأ أمنا لهم فقد اكتشفوا الآن عكس ذلك، فالسياسات الإسرائيلية أجبرتهم على الكفاح مرة أخرى من أجل التشبث بالحياة.
نجوان سليمان
فى الوقت الذى تحيى فيه إسرائيل الذكرى السنوية لضحايا الهولوكست، باذلة أقصى ما فى وسعها لإثبات أن دولة أسرائيل هى المكان الآمن الوحيد فى العالم الذى يمكن أن يعيش فيه اليهود بسلام، تتنكر لحقيقة أن ثلث ضحايا الهولوكست الذين هاجروا إلى إسرائيل ومازلوا على قيد الحياة يعيشون تحت خط الفقر.. ويؤكد أغلبهم أنهم حتى الآن لم يتسلموا نصيبهم من التعويضات الألمانية والتى بلغت 80 مليار دولار. ففى تحقيق نشرته لورى كوبنز عن الذكرى السنوية لضحايا الهولوكوست، ذكرت أنه يوجد بإسرائيل ما يقرب من 90 ألف ناج من معسكرات الإعتقال الألمانية يعيش ثلثهم تقريبا طبقا للإحصاءات الرسمية تحت خط الفقر، ورغم أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تلقت حتى الآن 80 مليار دولار من ألمانيا، بواقع 326 مليون دولار سنويا، كان من المفترض أن توصلها إلى الناجين، إلا أن الكثير من هؤلاء قد أكدوا لها أنهم لم يتلقوا شيئا من هذه المساعدات فيما أكد البعض الآخر أنه تلقى مساعدات زهيدة، لا تتناسب مع حجم ما تحصل عليه إسرائيل من تعويضات، حيث كان من المفترض أن يبلغ نصيب كل ناج ما يقرب من 3622 دولارا أمريكيا سنويا، إلا أن 10 آلاف ناج لا يتلقون حتى الخدمات الطبية المجانية مع أنهم من الفقراء.وفى هذا الإطار تقول جيزلا بورج الأرملة التى تبلغ من العمر 83 عاما بعد إطلاق سراحى من أحد المعسكرات النازية فكرت أن إسرائيل ستكون المكان الأكثر أمنا بالنسبة لى إلا أننى الآن أدركت أننى كنت واهمة فأنا لا استطيع سداد فواتيرى العلاجية أو التنقل بتاكسى لتكلفته العالية، كما أننى أحتاج إلى اصلاح تليفزيوني، ولا أظن أننى سأزور طبيب الأسنان فى القريب رغم حاجتى الملحة إليه فإصلاح التليفزيون والذى يعتبر وسيلة تسليتى الوحيدة أهم، فهو نافذتى الوحيدة التى أتمكن عبرها من مشاهدة القنوات الفضائية المجرية التى تذكرنى دائما بوطنى الحبيب.وفى التحقيق تصف لورين أيضا مظاهر إحياء الذكرى السنوية لضحايا الهولوكست التى أقامتها إسرائيل عشية يوم الاثنين الماضي، وأقفلت فيها البارات والنوادى الليلية، وأسهبت محطات الإذاعة والتليفزيون الإسرائيلية فى عرض قصص الناجين وتحذيرات المسئولين الإسرائيليين من أن معاداة السامية لا تزال موجودة فى العالم، وأن إسرائيل هى الملاذ الآمن مؤكدين أن الحفاظ على أمن إسرائيل هو الوسيلة الوحيدة لحمايتهم، حتى إن موشيه كاتساف رئيس إسرائيل ذكر فى خطابه الذى ألقاه فى التأبين الرسمى السنوى للضحايا إنه على الدول الغربية أن تقف فى مواجهة الدول التى تسعى لامتلاك قوة نووية لتحطيم إسرائيل، الغريب أنه لم يخص إيران بالذكر، وقد انتهت المراسم صباح يوم الثلاثاء بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح ضحايا الهولوكست. من ضمن التعليقات العديدة على التحقيق، علقت مواطنة إسرائيلية قائلة إن فى إحياء إسرائيل للذكرى السنوية لضحايا الهولوكوست فى الوقت الذى تتغافل فيه عن أبسط حقوقهم المعيشية والإنسانية ما يعكس نوعا من الرياء غير غريب على الحكومة الإسرائيلية، فإحياء الذكرى ليس إلا جزءا من صناعة الهولوكست.. إنه بوضوح أكثر استجداء للمشاعر فى محاولة لإقناع العالم بحاجة اليهود لوطن قومى وتذكيرهم بمأساتهم.. الحقيقة الواضحة للعيان أن حكومات إسرائيل المتعاقبة لديها نهم شرس للتوسع. إن إسرائيل هى أقل الدول الغربية أمانا لليهود، فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية لم يقتل هذا العدد من اليهود فى أى مكان بالعالم باستثناء إسرائيل، علاوة على ذلك، أنها تحيا بحد السيف وتضحى بشبابها وترتكب ممارسات التطهير العرقى بصورة منتظمة للفلسطينيين، والكثير من اليهود حول العالم لا يباركون سياستها العنصرية، أما المساكين الناجين من الهولوكست والذين صدقوا أنها ستكون ملجأ أمنا لهم فقد اكتشفوا الآن عكس ذلك، فالسياسات الإسرائيلية أجبرتهم على الكفاح مرة أخرى من أجل التشبث بالحياة.
نجوان سليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق